مقدمة
شركات صناعة الأدوية السويسرية تقيّم ماضيها وحاضرها وتستشرف مستقبلهاجيسيكا ديفيس بلوس (كتابة النص)، هيلين جيمس (تخطيط / محررة صور)، فيرونيكا دي فور (محررة)
كان العالم بأجمعه يتطلع إلى شركات صناعة الأدوية بحثاً عن لقاح ينقذه من الوباء الأكثر فتكاً منذ مئة عام. ومنذ فترة طويلة نسبياً، تبوأت سويسرا مركزاً عالمياً في صناعة الأدوية. هذه هي القصة التي تحكي كيف تحوّل هذا البلد الجبلي الصغير إلى عملاق صناعي بفضل إنتاج الأدوية، وكيف واجهت شركات الأدوية فيه أكبر أزمة صحية عامة لم يشهدها العالم منذ أجيال.
من نهر الراين إلى العالم
البداياتمن نهر الراين إلى العالم
قبل زمن طويل من ظهور قوارير اللقاحات وعبوات حبوب الأدوية، كانت هناك أحواض مملوءة بمواد الصباغة. في سويسرا، نشأت صناعة الأدوية مع نمو صناعة الصبغات الكيميائية التي كانت تُستخدم آنذاك في تجارة الحرير والمنسوجات الرائجة في أوروبا.
وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، كانت أسماء مثل جمعية الصناعة الكيميائية Gesellschaft für Chemische Industrie في بازل (التي عُرفت لاحقاً باسم "سيبا" Ciba) وشركة "غايغي" Geigy (جي آر غايغي) و"كيرن وساندوز" Kern & Sandoz (والتي رسا اسمها في النهاية على "ساندوز") أسماء مألوفة في بازل. واليوم، ومن بين كل هذه الأسماء التي شكّلت مجتمعةً ما يُعرف اليوم باسم "نوفارتس" Novartis، لم يبقَ سوى اسم "ساندوز " فقط، كشركة ما زالت ناشطة في عالم المستحضرات الصيدلانية.
بعد فترة وجيزة، وتحديداً في عام 1896، قامت شركة "إف. هوفمان – لاروش وشركاؤه" F. Hoffmann-La Roche & Co (المعروفة اليوم باسم "روش" Roche) بتطبيق بعض ما اكتسبته من خبرة في العلوم الكيميائية في مجال الأعمال الطبية، لتصبح بذلك أول شركة في بازل تركز حصرياً على صناعة المنتجات الصيدلانية.
الصورة: مصنع غايغي، غرينزاخ، ألمانيا عام 1924. (نوفارتيس إيه جي)
وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، كانت أسماء مثل جمعية الصناعة الكيميائية Gesellschaft für Chemische Industrie في بازل (التي عُرفت لاحقاً باسم "سيبا" Ciba) وشركة "غايغي" Geigy (جي آر غايغي) و"كيرن وساندوز" Kern & Sandoz (والتي رسا اسمها في النهاية على "ساندوز") أسماء مألوفة في بازل. واليوم، ومن بين كل هذه الأسماء التي شكّلت مجتمعةً ما يُعرف اليوم باسم "نوفارتس" Novartis، لم يبقَ سوى اسم "ساندوز " فقط، كشركة ما زالت ناشطة في عالم المستحضرات الصيدلانية.
بعد فترة وجيزة، وتحديداً في عام 1896، قامت شركة "إف. هوفمان – لاروش وشركاؤه" F. Hoffmann-La Roche & Co (المعروفة اليوم باسم "روش" Roche) بتطبيق بعض ما اكتسبته من خبرة في العلوم الكيميائية في مجال الأعمال الطبية، لتصبح بذلك أول شركة في بازل تركز حصرياً على صناعة المنتجات الصيدلانية.
الصورة: مصنع غايغي، غرينزاخ، ألمانيا عام 1924. (نوفارتيس إيه جي)
البدايات
كموقع جغرافي، تتمتع بازل بالعديد من المزايا: فقد كانت فيها خطوط مواصلات ونقل جيدة على حدود كل من فرنسا وألمانيا، وكانت قد أصبحت مركزاً في أعالي الراين، لصناعة المنسوجات والأشرطة الحريرية التي اعتمدت بشكل كبير على الصبغات. وقد ساهم وجود نهر الراين في هذه المنطقة بتوفير المياه اللازمة للتصنيع بالإضافة الى كونه الموقع المناسب للتخلص من النفايات السامة الصادرة عن مصانع الصباغة.
بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لدى سويسرا حتى عام 1907، أي حماية من براءات الاختراع بشأن العمليات الكيميائية، مما سمح لشركات بازل بإنتاج مُنتجات أجنبية دون أي مشاكل قانونية.
الصورة: ساندوز بازل. أول مصنع لكيرن وساندوز في سانت يوهان، حوالي عام 1890 (نوفارتيس إيه جي)
بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لدى سويسرا حتى عام 1907، أي حماية من براءات الاختراع بشأن العمليات الكيميائية، مما سمح لشركات بازل بإنتاج مُنتجات أجنبية دون أي مشاكل قانونية.
الصورة: ساندوز بازل. أول مصنع لكيرن وساندوز في سانت يوهان، حوالي عام 1890 (نوفارتيس إيه جي)
البداياتكيمياء العمالقة الثلاثة
بدأت الشركات الثلاث سيبا وغايغي وساندوز، والتي تحوّلت فيما بعد إلى شركة نوفارتيس، نشاطها في تجارة المواد الخام وتطوير الصبغات الاصطناعية وكذلك في صناعة ملصقات ملونة للسلع الاستهلاكية.
وقد شكّلت الشركات الثلاث جزءاً من العصر الذهبي للطباعة الحجرية الملونة في أوروبا. وحتى الثلاثينيات من القرن الماضي، أغرقت عبوات الصبغة ذات الملصقات الملونة الآتية من بازل أسواق آسيا.
صورة فوتوغرافية: مطبوعات بلون أزرق الأنيلين من سجل مراقبة التصنيع. (نوفارتيس إيه جي)
وقد شكّلت الشركات الثلاث جزءاً من العصر الذهبي للطباعة الحجرية الملونة في أوروبا. وحتى الثلاثينيات من القرن الماضي، أغرقت عبوات الصبغة ذات الملصقات الملونة الآتية من بازل أسواق آسيا.
صورة فوتوغرافية: مطبوعات بلون أزرق الأنيلين من سجل مراقبة التصنيع. (نوفارتيس إيه جي)
قامت شركات بازل "بإنشاء أعمال فنية تعكس أذواق وثقافة العملاء الدوليين"تاريخ شركة نوفارتس
الرسم: مُلصق من ملصقات غايغي لهونغ كونغ. شركة فرانسوا أبيل للطباعة، باريس. عملت شركة أبيل لفائدة كبريات الشركات في أوروبا منذ عام 1875 وحتى عام 1890. (نوفارتيس إيه جي)
البداياتمن الصباغة إلى الأدوية
في نهاية القرن التاسع عشر، وجدت شركات الصباغة في بازل أنه قد يكون بإمكانها مع ما تملكه من خبرة فنية ومن المواد الخام للصبغات الاصطناعية، القيام بإنتاج الأدوية.
وعلى مضض، دخلت شركات الكيماويات مجال الأدوية. لكن هذه المنتجات ما لبثت أن أثبتت سريعاً أنها منتجات مربحة.
في عام 1914، كانت قطاع الأدوية يشكل ما نسبته 10% فقط من مبيعات ساندوز، ومع حلول عام 1952، أصبح هذا القطاع يشكل السواد الأعظم من مبيعات الشركة.
الصورة: ساندوز في الثلاثينيات (شركة نوفارتيس إيه جي)
وعلى مضض، دخلت شركات الكيماويات مجال الأدوية. لكن هذه المنتجات ما لبثت أن أثبتت سريعاً أنها منتجات مربحة.
في عام 1914، كانت قطاع الأدوية يشكل ما نسبته 10% فقط من مبيعات ساندوز، ومع حلول عام 1952، أصبح هذا القطاع يشكل السواد الأعظم من مبيعات الشركة.
الصورة: ساندوز في الثلاثينيات (شركة نوفارتيس إيه جي)
البداياتفنون جديدة، مهارات جديدة
على مر السنين، تم بيع وشراء ودمج الشركات فيما بينها. لقد فاجأت عملية اندماج شركتي سيبا وغايغي - وهما شركتان كانتا متنافستين بشراسة في وقت ما - الكثيرين في بازل بسبب اختلاف ثقافة المؤسستين بشكل ملحوظ. وحتى بعد سنوات من الاندماج، كان لا يزال ينتاب الموظفين شعور بالولاء والانتماء للشركة السابقة التي عمل كل منهم فيها، سواء سيبا أو غايغي.
وفي عام 1996، عندما جرت عملية اندماج شركة ساندوز مع شركة سيبا-غايغي لإنشاء شركة موحّدة باسم نوفارتس، كانت هذه العملية تُعتبر أهم عملية اندماج بين الشركات على الإطلاق في سجل بازل التجاري؛ لا بل واحدة من أكبر عمليات اندماج الشركات في سويسرا حتى يومنا هذا. والجدير بالذكر، أن اسم نوفارتس مُستوحى من العبارة اللاتينية “novae artes"، والتي تعني "فنون أو مهارات جديدة".
ويرجّح أن ترجع أصول العديد من الشركات السويسرية متعددة الجنسيات الأخرى مثل "سينجينتا" Syngenta و"كلاريانت" Clariant إلى الصناعة الكيميائية في بازل.
الجدول الزمني
1758 غايغي
1873 جمعية الصناعة الكيميائية (سيبا عام 1945)
1886 كيرن وساندوز (ساندوز عام 1939)
1896 روش
1970 اندماج سيبا وغايغي
1996 نوفارتس
الصورة: (وكالة كيستون Keystone)
وفي عام 1996، عندما جرت عملية اندماج شركة ساندوز مع شركة سيبا-غايغي لإنشاء شركة موحّدة باسم نوفارتس، كانت هذه العملية تُعتبر أهم عملية اندماج بين الشركات على الإطلاق في سجل بازل التجاري؛ لا بل واحدة من أكبر عمليات اندماج الشركات في سويسرا حتى يومنا هذا. والجدير بالذكر، أن اسم نوفارتس مُستوحى من العبارة اللاتينية “novae artes"، والتي تعني "فنون أو مهارات جديدة".
ويرجّح أن ترجع أصول العديد من الشركات السويسرية متعددة الجنسيات الأخرى مثل "سينجينتا" Syngenta و"كلاريانت" Clariant إلى الصناعة الكيميائية في بازل.
الجدول الزمني
1758 غايغي
1873 جمعية الصناعة الكيميائية (سيبا عام 1945)
1886 كيرن وساندوز (ساندوز عام 1939)
1896 روش
1970 اندماج سيبا وغايغي
1996 نوفارتس
الصورة: (وكالة كيستون Keystone)
"من خلال الاندماج وتوحيد الجهود، استطاع القيّمون على الشركة الجديدة أن يحتلوا المراتب العليا في مجال صناعة المواد الكيميائية، حتى أضحت نوفارتس الجديدة واحدة من أكبر الشركات على الإطلاق"صحيفة "نويه تسِورخر تسايتونغ" (في اليوم الموالي لإنشاء شركة نوفارتس، 8 مارس 1996)
الصورة: مسودة شعار مجموعة نوفارتس المُدمجة حديثاً، 1996.
البداياتعائلة روش تحتفظ بملكية الشركة
في الوقت الذي كانت فيه شركة نوفارتس نتاج عمليات اندماج متكررة على مر السنين، استطاعت شركة روش من جهتها، الحفاظ على اسمها منذ تأسيسها كشركة لإنتاج الأدوية.
تأسست شركة روش في الأول من أكتوبر عام 1896 على يد فريتز هوفمان لاروش عندما كان يبلغ من العمر 28 عاماً فقط. ووافته المنية عام 1920 في وقت كانت تُعاني فيه الشركة من ظروف مالية صعبة، وضعت مستقبل الشركة على المحك. ففي العام السابق لوفاته، أدى ضعف السياسة المالية للشركة إلى تحويلها إلى شركة عامة محدودة.
ولكن العائلة المؤسسة استحوذت في النهاية على حصة مهيمنة في الشركة. وبعد حوالي 125 عاماً، لا تزال ملكية غالبية أسهم الشركة عائدة لأحفاد المؤسّس. في عام 2001، اشترت شركة نوفارتس أسهماً في شركة روش بعد تداول أحاديث عن اندماج مُحتمل بين الشركتين لم تتحقق قط. تبعا لذلك، امتلكت نوفارتس ثلث الأسهم، مما جعل منها ثانيَ أكبر مُساهم من حيث حقوق التصويت بعد عائلة روش.
الصورة: فريتز وأديل هوفمان (ف. هوفمان – شركة لاروش المحدودة، بازل)
تأسست شركة روش في الأول من أكتوبر عام 1896 على يد فريتز هوفمان لاروش عندما كان يبلغ من العمر 28 عاماً فقط. ووافته المنية عام 1920 في وقت كانت تُعاني فيه الشركة من ظروف مالية صعبة، وضعت مستقبل الشركة على المحك. ففي العام السابق لوفاته، أدى ضعف السياسة المالية للشركة إلى تحويلها إلى شركة عامة محدودة.
ولكن العائلة المؤسسة استحوذت في النهاية على حصة مهيمنة في الشركة. وبعد حوالي 125 عاماً، لا تزال ملكية غالبية أسهم الشركة عائدة لأحفاد المؤسّس. في عام 2001، اشترت شركة نوفارتس أسهماً في شركة روش بعد تداول أحاديث عن اندماج مُحتمل بين الشركتين لم تتحقق قط. تبعا لذلك، امتلكت نوفارتس ثلث الأسهم، مما جعل منها ثانيَ أكبر مُساهم من حيث حقوق التصويت بعد عائلة روش.
الصورة: فريتز وأديل هوفمان (ف. هوفمان – شركة لاروش المحدودة، بازل)
تفعيل/إيقاف
البدايات التألق كقطب لصناعة الأدوية
كان لوجود شركتيْ نوفارتس وروش الفضل الأساسي في تألق سمعة سويسرا كمركز عالمي لإنتاج الأدوية. ولكن إلى جانب هاتيْن الشركتيْن، تُعتبر البلاد أيضاً موطناً لمئات الشركات من عمالقة الأدوية الأجانب وشركات التكنولوجيا الحيوية الناشئة وشركات الرعاية الصحية الناشئة والمُصنّعين وموفّري الخدمات.
وفي عام 1980، بلغت نسبة حصة صناعة الأدوية من إجمالي القيمة المضافة للاقتصاد السويسري حوالي 1%. أما اليوم فتبلغ هذه النسبة حوالي 5%. في عام 2020، استحوذ قطاع الأدوية على ما يقرب من 45% من مجموع الصادرات السويسرية.
ويُعتبر الاتحاد الأوروبي أهمّ سوق للأدوية السويسرية (حيث يستورد 50% من صادرات الأدوية) ولكن الولايات المتحدة تبقى أهم دولة تستورد الأدوية السويسرية؛ ففي السنوات العشرين الماضية، تضاعفت صادرات سويسرا من الأدوية إلى الولايات المتحدة من نسبة 11% إلى حوالي 24%.
وفي عام 1980، بلغت نسبة حصة صناعة الأدوية من إجمالي القيمة المضافة للاقتصاد السويسري حوالي 1%. أما اليوم فتبلغ هذه النسبة حوالي 5%. في عام 2020، استحوذ قطاع الأدوية على ما يقرب من 45% من مجموع الصادرات السويسرية.
ويُعتبر الاتحاد الأوروبي أهمّ سوق للأدوية السويسرية (حيث يستورد 50% من صادرات الأدوية) ولكن الولايات المتحدة تبقى أهم دولة تستورد الأدوية السويسرية؛ ففي السنوات العشرين الماضية، تضاعفت صادرات سويسرا من الأدوية إلى الولايات المتحدة من نسبة 11% إلى حوالي 24%.
"الصناعة الكيميائية والصيدلانية هي الصناعة السويسرية الوحيدة التي يمكنها فعلياً ترسيخ نفسها بنجاح في الولايات المتحدة"توبياس سترومان، مؤرخ اقتصادي
الصورة: منظر جوي للمقر الرئيسي لشركة الأدوية الحيوية "جيننتيك" Genentech ومرافقها في جنوب سان فرانسيسكو، كاليفورنيا. (alamy.com)
البداياتاضطلاع سويسرا بدور عالمي
بفضل تجارة الصبغات، تمكنت شركات بازل من الحصول سريعاً على موطئ قدم لها في الخارج. ومع انتقال الصناعة إلى المستحضرات الصيدلانية، ظهر جليّاً أن السوق المحلي المحدود في سويسرا لا بد وأن ينمو على الصعيد الدولي كسبيل وحيد لخوض غمار المنافسة مع الشركات الأجنبية الأخرى.
وفي بدايات عام 1912، أنشأت شركة روش ما يسمى بـ "المكتب العلمي" في يوكوهاما وأنشأت علاقات وثيقة مع الأساتذة والعلماء البارزين في مجال صناعة الأدوية في اليابان. وحذت شركة سيبا حذوها مع مكتب علمي ومجموعة تعمل في مجال المبيعات في أوساكا.
في النصف الثاني من القرن العشرين، أنشأت الشركات السويسرية شركات أجنبية تابعة لها وفروعا في أماكن بعيدة مثل الصين واليابان وروسيا والأرجنتين والبرازيل، بغية خفض تكاليف الإنتاج والنقل وتفادي القيود التي تُفرض على الاستيراد.
وقد اجتازت الشركات الديناميكيات الجيوسياسية الدقيقة بنجاح بفضل سياسة الحياد السويسرية. وأثبتت التجربة ذلك خلال الحرب العالمية الثانية، عندما وقّعت شركات بازل صفقات مع النظام الألماني النازي. كما قامت روش أيضاً باستخدام أسرى حرب كيد عاملة. ومع ذلك، فقد قامت أيضاً بنقل العديد من العلماء اليهود من مكاتبها في برلين إلى أماكن آمنة، بغية إنقاذهم من مخاطر الاضطهاد.
الصورة: موقع شركة سيبا شانغهاي. حوالي عام 1938 (شركة نوفارتيس إيه جي)
وفي بدايات عام 1912، أنشأت شركة روش ما يسمى بـ "المكتب العلمي" في يوكوهاما وأنشأت علاقات وثيقة مع الأساتذة والعلماء البارزين في مجال صناعة الأدوية في اليابان. وحذت شركة سيبا حذوها مع مكتب علمي ومجموعة تعمل في مجال المبيعات في أوساكا.
في النصف الثاني من القرن العشرين، أنشأت الشركات السويسرية شركات أجنبية تابعة لها وفروعا في أماكن بعيدة مثل الصين واليابان وروسيا والأرجنتين والبرازيل، بغية خفض تكاليف الإنتاج والنقل وتفادي القيود التي تُفرض على الاستيراد.
وقد اجتازت الشركات الديناميكيات الجيوسياسية الدقيقة بنجاح بفضل سياسة الحياد السويسرية. وأثبتت التجربة ذلك خلال الحرب العالمية الثانية، عندما وقّعت شركات بازل صفقات مع النظام الألماني النازي. كما قامت روش أيضاً باستخدام أسرى حرب كيد عاملة. ومع ذلك، فقد قامت أيضاً بنقل العديد من العلماء اليهود من مكاتبها في برلين إلى أماكن آمنة، بغية إنقاذهم من مخاطر الاضطهاد.
الصورة: موقع شركة سيبا شانغهاي. حوالي عام 1938 (شركة نوفارتيس إيه جي)
البداياتالتوسّع في أمريكا
في عام 1919، عندما كانت شركات المواد الكيميائية في بازل بصدد مناقشة إمكانية إنشاء مقرات لشركاتها في الولايات المتحدة، انقسمت آراء أعضاء مجلس الإدارة حول هذه المسألة؛ فمن ناحية، لم يوافق الجميع على الأسلوب "الأناني" الذي كان يجري اتباعه في ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة، كما أن الشركات كانت قلقة بشأن إمكانية سرقة أسرارها العلمية من قبل الأمريكيين.
ولكن من ناحية أخرى، كتب أحد أعضاء مجلس الإدارة، أن "أمريكا هي أرض المستقبل. وإذا لم نقم اليوم بانتهاز الفرصة لبدء الإنتاج هناك، فسنجد أنفسنا مضطرين لغلق كل أبواب مؤسساتنا في غضون بضع سنوات". بعد عام، قامت شركات بازل بشراء مصنع صبغات قديم في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو.
كما كانت روش قد أنشأت في وقت سابق، وبمحض الصدفة، مصنعاً في بلدة نوتلي بولاية نيوجيرسي أثناء الحربين العالميتين. وبحلول عام 1943، كان نشاط مكتبها التجاري في نوتلي يمثّل منفرداً نصف مبيعات المجموعة.
الصورة: مصنع شركة "ألت وويبورغ" Ault & Wiborg في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، تم شراؤه بالاشتراك مع شركات المواد الكيميائية في بازل. (نوفارتيس إيه جي)
ولكن من ناحية أخرى، كتب أحد أعضاء مجلس الإدارة، أن "أمريكا هي أرض المستقبل. وإذا لم نقم اليوم بانتهاز الفرصة لبدء الإنتاج هناك، فسنجد أنفسنا مضطرين لغلق كل أبواب مؤسساتنا في غضون بضع سنوات". بعد عام، قامت شركات بازل بشراء مصنع صبغات قديم في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو.
كما كانت روش قد أنشأت في وقت سابق، وبمحض الصدفة، مصنعاً في بلدة نوتلي بولاية نيوجيرسي أثناء الحربين العالميتين. وبحلول عام 1943، كان نشاط مكتبها التجاري في نوتلي يمثّل منفرداً نصف مبيعات المجموعة.
الصورة: مصنع شركة "ألت وويبورغ" Ault & Wiborg في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، تم شراؤه بالاشتراك مع شركات المواد الكيميائية في بازل. (نوفارتيس إيه جي)
البدايات
البدايات
Photo: Samuel Koechlin, the first CEO after the Ciba-Geigy merger in 1970, was inspired by his time in the US, bringing back management theories that boosted growth and broke down Swiss internal hierarches and structures. (Novartis AG)
كامل الشاشة
مع أن فترة ما بعد الحرب كانت فترة مثمرة بالنسبة لصناعة الأدوية السويسرية، إلا أن هذه الصناعة واجهت أيضاً المزيد من تحديّات المنافسة عبر المحيط الأطلسي.
فبينما كانت الشركات الألمانية تعاني من قلة الإيرادات، تمكنت الشركات البريطانية والأمريكية من سد الفجوة، على أثر اكتشاف البنسلين والمُضادات الحيوية الأخرى. ولكن، في منتصف القرن العشرين، جاءت ما سمّيت آنذاك بـ "الثورة العلاجية" لتحفّز هذه الصناعة في كل مكان حيث ارتفعت معدلات الاستثمار في البحث عن أدوية جديدة.
كما ازدهرت المبيعات في العقدين التاليين للحرب العالمية الثانية وعززت شركات بازل مكانتها كشركات أدوية تلعب دوراً عالمياً رئيسيّاً.
فبينما كانت الشركات الألمانية تعاني من قلة الإيرادات، تمكنت الشركات البريطانية والأمريكية من سد الفجوة، على أثر اكتشاف البنسلين والمُضادات الحيوية الأخرى. ولكن، في منتصف القرن العشرين، جاءت ما سمّيت آنذاك بـ "الثورة العلاجية" لتحفّز هذه الصناعة في كل مكان حيث ارتفعت معدلات الاستثمار في البحث عن أدوية جديدة.
كما ازدهرت المبيعات في العقدين التاليين للحرب العالمية الثانية وعززت شركات بازل مكانتها كشركات أدوية تلعب دوراً عالمياً رئيسيّاً.
Photo: Samuel Koechlin, the first CEO after the Ciba-Geigy merger in 1970, was inspired by his time in the US, bringing back management theories that boosted growth and broke down Swiss internal hierarches and structures. (Novartis AG)
التنافس على جذب العقول
الكفاءاتالتنافس على جذب العقول
تضمنت الوظائف الأولى في صناعة المواد الكيميائية السويسرية تلك المتعلّقة بصنع منتجات لجمهور المستهلكين من قِبَل جمهور المستهلكين. كانت وظائف المصانع إلى حد كبير - ذات رواتب جيّدة مقارنة بوظائف أخرى في ذلك الوقت ولكنها كانت أيضاً متعبة جسدياً وقذرة وخطيرة. وتغّير هذا الواقع مع التحول إلى المستحضرات الصيدلانية، حيث أصبح الموظفون يقومون بتعبئة الحبوب أو العمل في المختبرات بدلاً من تنظيف أحواض الصبغات. كما أن وجود عالم من أعلى المستويات في المصنع كان يُكسبه أيضاً الهيبة والشهرة والأرباح.
في عام 1937، كان هناك حوالي 4300 عامل في صناعة المواد الكيميائية والأدوية في بازل. وفي عام 2018، عمل حوالي 32000 شخص في الصناعة القائمة على علوم الحياة.
الصورة: مختبر علم الطفيليات في معهد ساندوز للأبحاث في النمسا. (نوفارتيس إيه جي)
في عام 1937، كان هناك حوالي 4300 عامل في صناعة المواد الكيميائية والأدوية في بازل. وفي عام 2018، عمل حوالي 32000 شخص في الصناعة القائمة على علوم الحياة.
الصورة: مختبر علم الطفيليات في معهد ساندوز للأبحاث في النمسا. (نوفارتيس إيه جي)
كان العمل في مصانع المواد الكيميائية والصبغات يُعتبر "عملاً قذراً وخطيرا للغاية على أيادي النساء".نيكولاس شافنر، مؤرخ
الصورة: ساندوز، بازل. عمال الصباغة يقومون بتفريغ مكبس الترشيح، 1950. (نوفارتس إيه جي)
كفاءات جذب النساء للعمل
أتاح توجّه الصناعة نحو إنتاج المستحضرات الصيدلانية فرصةً لدخول المرأة لمجالات العمل المختلفة؛ فمع ظهور المستحضرات الصيدلانية والحاجة إلى الإدارة الداخلية، تم تعيين النساء كسكرتيرات أو كموظفات في أقسام التعبئة والتغليف.
في عام 1954، تم تصنيف أربعة من بين 101 من المناصب المهنية في شركة سيبا، تتراوح ما بين العاملين في الأرشيفات وعلماء الحيوان، على أنها مناصب "أنثوية بشكل واضح" (باستخدام الشكل المؤنث باللغة الألمانية). وكانت هذه الوظائف مخصّصة لنساء يقمنَ بتحرير الفواتير، ويُدِرْن الشؤون الاجتماعية للعمّال، ويتولّيْن السكرتارية، وكافة أعمال النظافة، وفقاً لمسح أجري في ذلك العام.
ووجد المسح أن الذكور كانوا يشكّلون نسبة 89.6 % من القوى العاملة مقابل 10.4% من الإناث. أما اليوم، فتبلغ نسبة النساء 45% من إجمالي موظفي نوفارتس.
الصورة: سقف مصنع التعبئة والتغليف لشركة ساندوز في بازل 1959. (نوفارتس إيه جي)
في عام 1954، تم تصنيف أربعة من بين 101 من المناصب المهنية في شركة سيبا، تتراوح ما بين العاملين في الأرشيفات وعلماء الحيوان، على أنها مناصب "أنثوية بشكل واضح" (باستخدام الشكل المؤنث باللغة الألمانية). وكانت هذه الوظائف مخصّصة لنساء يقمنَ بتحرير الفواتير، ويُدِرْن الشؤون الاجتماعية للعمّال، ويتولّيْن السكرتارية، وكافة أعمال النظافة، وفقاً لمسح أجري في ذلك العام.
ووجد المسح أن الذكور كانوا يشكّلون نسبة 89.6 % من القوى العاملة مقابل 10.4% من الإناث. أما اليوم، فتبلغ نسبة النساء 45% من إجمالي موظفي نوفارتس.
الصورة: سقف مصنع التعبئة والتغليف لشركة ساندوز في بازل 1959. (نوفارتس إيه جي)
كفاءات
كفاءات
أليس كيلر. الصورة: (مهداة من ف. هوفمان – شركة لاروش المحدودة، بازل)
كامل الشاشة
تمكنت قلة من النساء من تبوّء الوظائف في المختبرات ومجالس الإدارة. وكانت أليس كيلر، من مواليد بازل وحاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي، أول سيدة عملت في الإدارة التنفيذية لشركة روش في بازل لمدة عام، قبل توليها منصبها الجديد في طوكيو، حيث أسّست الشركة الأم شركة تابعة لها في عام 1925.
عندما قدمت أليس إلى الشركة في عام 1926، بدأت عملها "كفتاة يوم الجمعة" كما أسماها روش (لإنجاز ما هو عالق من الأعمال قبل العطلة الأسبوعية)، حيث كانت مسؤولة عن مهام مثل التعامل مع المراسلات ومراجعة المستندات والقيام ببعض أعمال المحاسبة.
عندما قدمت أليس إلى الشركة في عام 1926، بدأت عملها "كفتاة يوم الجمعة" كما أسماها روش (لإنجاز ما هو عالق من الأعمال قبل العطلة الأسبوعية)، حيث كانت مسؤولة عن مهام مثل التعامل مع المراسلات ومراجعة المستندات والقيام ببعض أعمال المحاسبة.
أليس كيلر. الصورة: (مهداة من ف. هوفمان – شركة لاروش المحدودة، بازل)
"كان من الممكن حتى معرفة رتبة الموظفين من الدروع التي تحمل أسماءهم والمعلقة على الأبواب، وهذه الدروع كانت إما ذهبية أو فضية". توبياس إرينبولد، مؤرخ
الصورة: التصميم الداخلي لمبنى هوفمان-لا روش عام 1928 (مهداة من هوفمان-لاروش)
كفاءاتاستقطاب أفضل الكفاءات
لا تزال شركات الأدوية تحتفظ بمكانة مرموقة في بازل. ويُعتبر الرؤساء التنفيذيون في شركات الأدوية السويسرية من بين الرؤساء التنفيذيين الأعلى أجراً في أوروبا.
وعلى إثر العولمة والتطور الكبير الذي لحق بعملية إنتاج عبوات الحبوب، تبدّلت صورة عامل الأدوية النموذجي؛ فبدلاً من رؤية عمال المصانع والعلماء الذين كانوا يشكلون نخبة المجتمع في بازل، أصبحت الممرات تعجّ بـ "المغتربين"، الذين يُنظر إليهم أحياناً على أنهم معزولون عن المجتمع السويسري. وفي الشركات وحتى في بعض المناطق في بازل، يتم التواصل على نطاق واسع فيما بينهم ومع الآخرين باللغة الإنجليزية وليس باللهجة الألمانية السويسرية المحلية.
الصورة: برج روش هو أعلى بناية في سويسرا. ومن المقرر أن ينضم إليه برج آخر أعلى منه في عام 2022. (وكالة كيستون Keystone)
وعلى إثر العولمة والتطور الكبير الذي لحق بعملية إنتاج عبوات الحبوب، تبدّلت صورة عامل الأدوية النموذجي؛ فبدلاً من رؤية عمال المصانع والعلماء الذين كانوا يشكلون نخبة المجتمع في بازل، أصبحت الممرات تعجّ بـ "المغتربين"، الذين يُنظر إليهم أحياناً على أنهم معزولون عن المجتمع السويسري. وفي الشركات وحتى في بعض المناطق في بازل، يتم التواصل على نطاق واسع فيما بينهم ومع الآخرين باللغة الإنجليزية وليس باللهجة الألمانية السويسرية المحلية.
الصورة: برج روش هو أعلى بناية في سويسرا. ومن المقرر أن ينضم إليه برج آخر أعلى منه في عام 2022. (وكالة كيستون Keystone)
"تمتلك سويسرا عدداً محدوداً نسبيّاً من المواهب العلمية. ولقد كانت تدرك دوماً أنها بحاجة إلى احتضان العلماء الموهوبين الأجانب". توماس كويني، المدير العام للاتحاد الدولي لجمعيات مصنعي المستحضرات الصيدلانية والرئيس السابق لجمعية صناعة الأدوية السويسرية إنترفارما.
الصورة: مبنى غيهري في الموقع الذي يحتضن منشآت شركة نوفارتس. (نوفارتس إيه جي)
جردة حساب
فضيحة جردة حساب
هزت الحوادث الكارثية وسلسلة الفضائح التي عصفت بقطاع صناعة الأدوية، كلا من الرأي العام السويسري والعالمي في غضون فترتيْ السبعينيات والثمانينيات. وأدى حادث كيميائي، وقع عام 1976، في مصنع تمتلكه شركة تابعة لشركة روش في بلدة سيفيسو بإيطاليا، ثم بعد ذلك نشوب حريق في مصنع ساندوز في شفايزرهاله بسويسرا في عام 1986 إلى اتخاذ تدابير للسلامة وحماية البيئة أصبحت لاحقاً المعيار المتبع في جميع قطاعات هذه الصناعة.
وأسفرت تلك الحوادث عن سخط شعبي عارم، وطالت الانتقادات الشركات في أدائها ورد فعلها البطيء للغاية وتهرّبها من تحمّل مسؤولياتها.
ومع حدوث كوارث أخرى ككارثة تشيرنوبيل النووية، وإثارة فضائح كتلك المتعلّقة بمقاطعة حليب نستله للأطفال، ووقوع مأساة بوبال للغاز، بدأ الرأي العام يشكّك في سلطة وممارسات الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.
الصورة: في 10 يوليو من عام 1976، انفجر مفاعل كيميائي في مصنع سيفيسو بالقرب من مدينة ميلانو، تديره شركة تابعة لشركة روش. (وكالة كيستون Keystone)
وأسفرت تلك الحوادث عن سخط شعبي عارم، وطالت الانتقادات الشركات في أدائها ورد فعلها البطيء للغاية وتهرّبها من تحمّل مسؤولياتها.
ومع حدوث كوارث أخرى ككارثة تشيرنوبيل النووية، وإثارة فضائح كتلك المتعلّقة بمقاطعة حليب نستله للأطفال، ووقوع مأساة بوبال للغاز، بدأ الرأي العام يشكّك في سلطة وممارسات الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.
الصورة: في 10 يوليو من عام 1976، انفجر مفاعل كيميائي في مصنع سيفيسو بالقرب من مدينة ميلانو، تديره شركة تابعة لشركة روش. (وكالة كيستون Keystone)
"هذا النوع من الإنتاج الذي يشكل مخاطر على البيئة أصبح اليوم يتم خارج البلاد، في الهند والصين، وهو ما يبقي مخاطر كوارث ككارثة شفايزرهاله ماثلة في هذين البلدين" مارتن فورتر، عالم الجغرافيا والخبير في مجال التلوث في تصريح لقناة التلفزيون السويسري العام SRF في عام 2016.
الصورة: أفراد من قسم الإطفاء يرتدون بدلات واقية أثناء قيامهم بأعمال التنظيف بعد كارثة شفايزرهاله. (وكالة كيستون Keystone)
فضيحة
في حين أنه من غير المرجح أن تحدث كارثة بهذا الحجم ناتجة عن صناعة الأدوية في سويسرا اليوم، إلا أن مسألة تلوث المياه ومخاطر السلامة المرتبطة بسلسلة التوريد في الخارج لا تزال مطروحة. وفي خطوة من شأنها خفض تكاليف الإنتاج، انتقل جزء كبير من أعمال سلسلة التوريد إلى دول خارجية.
يتم إنتاج معظم المكونات الصيدلانية النشطة في الصين، والمنتجات النهائية في الهند، حيث يمثل تصريف المياه العادمة الناتجة عن مصانع الأدوية مشكلة كبيرة.
الصورة: الانبعاثات من المصانع التي تنتج المضادات الحيوية والأدوية الأخرى وقد لوثت الممرات المائية الرئيسية في حيدر أباد، الهند، 2008. (وكالة كيستون Keystone)
يتم إنتاج معظم المكونات الصيدلانية النشطة في الصين، والمنتجات النهائية في الهند، حيث يمثل تصريف المياه العادمة الناتجة عن مصانع الأدوية مشكلة كبيرة.
الصورة: الانبعاثات من المصانع التي تنتج المضادات الحيوية والأدوية الأخرى وقد لوثت الممرات المائية الرئيسية في حيدر أباد، الهند، 2008. (وكالة كيستون Keystone)
فضيحة الصحة سلعة باهظة الثمن
فضيحة الصحة سلعة باهظة الثمن
الصورة: محطة تعبئة لأقراص الفيتامينات الفوارة داخل المقر الرئيسي لشركة هوفمان لاروش في بازل، 1991. (وكالة كيستون Keystone)
كامل الشاشة
لم تكن الشركات السويسرية بمنأى عن الفضائح وأزمات السمعة التي عصفت بقطاع صناعة الأدوية العالمية في التسعينيات. وكان الرأي العام يعتبر هذا القطاع قطاعاً جشعاً يدفع القيّمون عليه رواتب عالية لموظفيهم ويتوخّون في المقابل تحقيق الأرباح الهائلة، على حساب المرضى.
في عام 1999، دفعت شركة روش غرامة جنائية قدرها 500 مليون دولار في الولايات المتحدة بعد أن أقرت بذنبها في تولّيها ما كان يسمى "كارتل الفيتامينات" - وهي مؤامرة عالمية لجأ مدبّروها إلى رفع أسعار الفيتامينات وتثبيتها بغية القضاء على المنافسة. بعد ذلك بعامين، فرضت المفوضية الأوروبية غرامة مماثلة على الشركة.
وفي عام 2020، دفعت شركة نوفارتس 729 مليون دولار (688 مليون فرنك سويسري) للسلطات الأمريكية في واحدة من أكبر التسويات في القطاع الصناعي، بزعم قيامها برشوة الأطباء لاستخدام وترويج عقاقيرها.
في عام 1999، دفعت شركة روش غرامة جنائية قدرها 500 مليون دولار في الولايات المتحدة بعد أن أقرت بذنبها في تولّيها ما كان يسمى "كارتل الفيتامينات" - وهي مؤامرة عالمية لجأ مدبّروها إلى رفع أسعار الفيتامينات وتثبيتها بغية القضاء على المنافسة. بعد ذلك بعامين، فرضت المفوضية الأوروبية غرامة مماثلة على الشركة.
وفي عام 2020، دفعت شركة نوفارتس 729 مليون دولار (688 مليون فرنك سويسري) للسلطات الأمريكية في واحدة من أكبر التسويات في القطاع الصناعي، بزعم قيامها برشوة الأطباء لاستخدام وترويج عقاقيرها.
الصورة: محطة تعبئة لأقراص الفيتامينات الفوارة داخل المقر الرئيسي لشركة هوفمان لاروش في بازل، 1991. (وكالة كيستون Keystone)
فضيحة ارتفاع الأصوات المطالبة بالحصول على الأدوية
غالباً ما يُعاني المرضى في البلدان منخفضة الدخل من ممارسات شركات الأدوية، المتعلقة بالاحتكار وارتفاع الأسعار.
وقد وصلت هذه المعاناة إلى ذروتها خلال أزمة فيروس نقص المناعة البشرية سيدا / إيدز، عندما رفعت مجموعة من 39 شركة ومنها شركتا روش ونوفارتس دعوى قضائية ضد حكومة جنوب إفريقيا في عام 1998 لسنّها قانوناً من شأنه أن يسمح بالوصول إلى الأدوية البديلة الأرخص تكلفة، للعلاج بمضادات الفيروسات الرجعية. وفي ذلك الوقت، كانت شركة روش منتجاً رئيسياً لكل الأدوات اللازمة في تشخيص وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية.
وخلال المعركة القانونية التي استمرت ثلاث سنوات، أغلق قطاع الصناعة مصانعه المحلية وعلّق استثماراته في البلاد. وفي غضون ذلك، سجلت جنوب إفريقيا أعلى معدل للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم. واضطرت الشركات المدعية تحت وطأة ضغوط الاحتجاج العارمة من منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي والحكومة الأمريكية، إلى إسقاط الدعوى.
وقد مهد هذا الأمر الطريق لمُصنّعي الأدوية البديلة لإنتاج الأدوية الحاصلة على براءة اختراع على نطاق واسع. لكن شركات الأدوية السويسرية ظلت تعارض بشدة تخفيف القيود الآيلة إلى حماية براءات الاختراع لكي تحول دون إنتاج أدوية جنيسة لأدويتها تُباع بأسعار أرخص.
الصورة: المتظاهرون يسيرون في شوارع بريتوريا احتجاجاً على شركات الأدوية التي تجني الأرباح من بيع أدوية علاج الإيدز عام 2001. (وكالة رويترز Reuters)
وقد وصلت هذه المعاناة إلى ذروتها خلال أزمة فيروس نقص المناعة البشرية سيدا / إيدز، عندما رفعت مجموعة من 39 شركة ومنها شركتا روش ونوفارتس دعوى قضائية ضد حكومة جنوب إفريقيا في عام 1998 لسنّها قانوناً من شأنه أن يسمح بالوصول إلى الأدوية البديلة الأرخص تكلفة، للعلاج بمضادات الفيروسات الرجعية. وفي ذلك الوقت، كانت شركة روش منتجاً رئيسياً لكل الأدوات اللازمة في تشخيص وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية.
وخلال المعركة القانونية التي استمرت ثلاث سنوات، أغلق قطاع الصناعة مصانعه المحلية وعلّق استثماراته في البلاد. وفي غضون ذلك، سجلت جنوب إفريقيا أعلى معدل للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم. واضطرت الشركات المدعية تحت وطأة ضغوط الاحتجاج العارمة من منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي والحكومة الأمريكية، إلى إسقاط الدعوى.
وقد مهد هذا الأمر الطريق لمُصنّعي الأدوية البديلة لإنتاج الأدوية الحاصلة على براءة اختراع على نطاق واسع. لكن شركات الأدوية السويسرية ظلت تعارض بشدة تخفيف القيود الآيلة إلى حماية براءات الاختراع لكي تحول دون إنتاج أدوية جنيسة لأدويتها تُباع بأسعار أرخص.
الصورة: المتظاهرون يسيرون في شوارع بريتوريا احتجاجاً على شركات الأدوية التي تجني الأرباح من بيع أدوية علاج الإيدز عام 2001. (وكالة رويترز Reuters)
"يموت الناس بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج أو ببساطة لعدم توفره، نتيجة ارتفاع الأسعار واحتكار براءات الاختراع. إن الشركات لا تريد التخلي عن بسط سيطرتها الكاملة على سوق الأدوية بغية زيادة أرباحها، ولذلك يموت الناس".باتريك دوريش، خبير السياسات الصحية في منظمة "عين الجمهور" غير الحكومية
البحث عن علاج
المنتجاتالبحث عن علاج
وسط الفضائح التي ابتُلي بها قطاع صناعة الأدوية، توصل العلماء في شركات الأدوية السويسرية إلى اكتشافات مهمّة من شأنها أن تحدد مسار بعض الأمراض مثل الاكتئاب والقلق والملاريا ومرض باركنسون والسرطان. ولا تزال بعض الأدوية المخدّرة مثل "بانتوبون" Pantopon و"باكتريم" Bactrim والتي تم إنتاجها في وقت سابق، تُستخدم حتى اليوم.
لكن مسألة أين وكيف تستثمر الشركات في الأبحاث تبقى مثار جدل حول الجهة الفاعلة في تحديد أولويات هذه الشركات: هل هم حملة الأسهم فيها أم احتياجات الصحة العامة؟
الصورة: في عام 1955، قام الكيميائي ليو ستيرنباخ من شركة روش بابتكار عقار البنزوديازيبين، الذي تم تسويقه باسم "ليبريوم" Librium. (مهداة من ف. هوفمان - لاروش، بازل)
لكن مسألة أين وكيف تستثمر الشركات في الأبحاث تبقى مثار جدل حول الجهة الفاعلة في تحديد أولويات هذه الشركات: هل هم حملة الأسهم فيها أم احتياجات الصحة العامة؟
الصورة: في عام 1955، قام الكيميائي ليو ستيرنباخ من شركة روش بابتكار عقار البنزوديازيبين، الذي تم تسويقه باسم "ليبريوم" Librium. (مهداة من ف. هوفمان - لاروش، بازل)
المنتجات التوصل إلى المنتجات الأكثر رواجاً
في الواقع، لم تكن بعض القصص السابقة لنجاح صناعة الأدوية تشكّل اكتشافات مهمة؛ ففي مقدّمة أكثر المنتوجات رواجاً ومبيعاً لدى شركة ساندوز نجد "الكالسيوم" الذي استحوذ على أكثر من ثلث المبيعات في النصف الأول من الثلاثينيات. فيما قدمت سيبا 158 طلباً للحصول على براءات اختراع في مجال الهرمونات.
كما حققت روش أرباحاً ضخمة لعقود من الزمن بفضل إنتاج فيتامين سي الاصطناعي وفيتامينات أخرى. وكانت الأدوية التي تحتوي على الأفيون من أكثر الأدوية مبيعاً في وقت سابق. وأصبحت الشركة تُعرف في النهاية باسم صيدلية العالم بفضل حصولها على نصيب كبير في سوق الأدوية التي لا تستلزم الاستظهار بوصفة طبية مع عقاقير مثل "رينّي" Rennie، وهو عقار لتخفيف حرقة المعدة راجت مبيعاته، وكان أساساً عبارة عن مغنيسيوم.
ومنذ الستينيات فصاعداً، استثمرت شركات الأدوية بكثافة في البحث عن علاجات أكثر تعقيداً للسرطان والأمراض غير المُعدية الأخرى. كما قامت بعمليات استحواذ وتملك لتوسيع نشاطها مما جعلها تستأثر بدور الريادة في هذه المجالات في الأسواق.
أنقر فوق الرموز المُصاحبة لمشاهدة بعض الأدوية الرئيسية التي تمّ إنتاجها من طرف الصناعات الدوائية السويسرية على مر السنين.
كما حققت روش أرباحاً ضخمة لعقود من الزمن بفضل إنتاج فيتامين سي الاصطناعي وفيتامينات أخرى. وكانت الأدوية التي تحتوي على الأفيون من أكثر الأدوية مبيعاً في وقت سابق. وأصبحت الشركة تُعرف في النهاية باسم صيدلية العالم بفضل حصولها على نصيب كبير في سوق الأدوية التي لا تستلزم الاستظهار بوصفة طبية مع عقاقير مثل "رينّي" Rennie، وهو عقار لتخفيف حرقة المعدة راجت مبيعاته، وكان أساساً عبارة عن مغنيسيوم.
ومنذ الستينيات فصاعداً، استثمرت شركات الأدوية بكثافة في البحث عن علاجات أكثر تعقيداً للسرطان والأمراض غير المُعدية الأخرى. كما قامت بعمليات استحواذ وتملك لتوسيع نشاطها مما جعلها تستأثر بدور الريادة في هذه المجالات في الأسواق.
أنقر فوق الرموز المُصاحبة لمشاهدة بعض الأدوية الرئيسية التي تمّ إنتاجها من طرف الصناعات الدوائية السويسرية على مر السنين.
-" الأساليب المتبعة من قبل غايغي والتي تصنف على أنها "شبيهة بالأساليب السويسرية" هي في الواقع لا تمت لهذه الأساليب بصلة لا من قريب ولا من بعيد. ولكن، يُمكن تصنيفها على أنها نهج ذو فعالية أكثر للتصميم".فراد ترولر، مصمم سابق في شركة غايغي
منتجاتتصميم على مدى الحياة
أدى استخدام شركة غايغي للمصممين وفناني الجرافيك إلى تحويل الحبوب والحقن المملة إلى أعمال فنية.
كما قامت شركة روش أيضاً باستخدام استراتيجيات ذكية للإعلان والتصميم لجعل المنتج التجريدي في متناول جمهور أوسع. لكن الشركة كانت أيضاً رائدة في مجال الدعاية العلمية؛ ففي وقت مبكر من الثلاثينيات، بذلت الشركة "جهوداً جبّارة لكسب إعجاب الطبيب" عبر تقديمها لعينات مجانية ومواد شرح مكتوبة.
الصور: المصمّمون مثل ماكس شميد، وغوتفريد هونيغر، وكارل غيرستنر، ونيللي رودين، وتوشيهيرو كاتاياما، ساهموا جميعاً في إنشاء هوية شركة غايغي التي تمت الإشارة إليها في نهاية الأمر باسم "غايغي ستايل".
أنقر على الصور المصغرة أدناه لعرض التصاميم.
كما قامت شركة روش أيضاً باستخدام استراتيجيات ذكية للإعلان والتصميم لجعل المنتج التجريدي في متناول جمهور أوسع. لكن الشركة كانت أيضاً رائدة في مجال الدعاية العلمية؛ ففي وقت مبكر من الثلاثينيات، بذلت الشركة "جهوداً جبّارة لكسب إعجاب الطبيب" عبر تقديمها لعينات مجانية ومواد شرح مكتوبة.
الصور: المصمّمون مثل ماكس شميد، وغوتفريد هونيغر، وكارل غيرستنر، ونيللي رودين، وتوشيهيرو كاتاياما، ساهموا جميعاً في إنشاء هوية شركة غايغي التي تمت الإشارة إليها في نهاية الأمر باسم "غايغي ستايل".
أنقر على الصور المصغرة أدناه لعرض التصاميم.
منتجات الأمراض المعدية لم تعد تثير الاهتمام
مع تزايد إمكانية تحقيق الأرباح في مجالات مثل علم الأورام والأمراض العصبية، تم إهمال العمل على العديد من الأمراض الأخرى إما بسبب قلة عدد المرضى أو بسبب انخفاض كلفة معالجتها، لدرجة جعلتها غير مثيرة للاهتمام. لقد شجّعت الحوافز الحكومية على متابعة الاستثمار في معالجة بعض الأمراض، لكن حجم الأبحاث في العديد من الأمراض الأخرى، خاصة تلك التي تعاني منها البلدان الفقيرة، تضاءل إلى حد كبير.
وكان لهذا الأمر تأثيره أيضاً على مجالات مثل اللقاحات والمضادات الحيوية. في عام 2007، كانت شركة نوفارتس خامس أكبر شركة مصنّعة للقاحات في العالم. وقد استثمرت في تصنيع لقاحات جديدة لتلبية الحاجة إلى علاج أثناء ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير في عام 2009، ولكن بعد ذلك تضاءل انتشار الوباء وتراجعت المبيعات. وفي عام 2014، قررت الشركة بيع قسم اللقاحات بغية تركيز جهودها على مجالات أخرى.
كما عانى سوق المضادات الحيوية من انخفاض الأسعار والمخاوف بشأن الإفراط في الاستخدام، ولكن مع ارتفاع مقاومة مضادات الميكروبات تبقى الحاجة ملحة لمضادات حيوية جديدة. وكانت شركتا الأدوية السويسرية العملاقتين قد تخلّتا عن إجراء البحوث في المضادات الحيوية الجديدة منذ أواخر التسعينيات. ثم عاودت روش إجراء بحوثها في هذا المجال منذ بضع سنوات.
وكان لهذا الأمر تأثيره أيضاً على مجالات مثل اللقاحات والمضادات الحيوية. في عام 2007، كانت شركة نوفارتس خامس أكبر شركة مصنّعة للقاحات في العالم. وقد استثمرت في تصنيع لقاحات جديدة لتلبية الحاجة إلى علاج أثناء ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير في عام 2009، ولكن بعد ذلك تضاءل انتشار الوباء وتراجعت المبيعات. وفي عام 2014، قررت الشركة بيع قسم اللقاحات بغية تركيز جهودها على مجالات أخرى.
كما عانى سوق المضادات الحيوية من انخفاض الأسعار والمخاوف بشأن الإفراط في الاستخدام، ولكن مع ارتفاع مقاومة مضادات الميكروبات تبقى الحاجة ملحة لمضادات حيوية جديدة. وكانت شركتا الأدوية السويسرية العملاقتين قد تخلّتا عن إجراء البحوث في المضادات الحيوية الجديدة منذ أواخر التسعينيات. ثم عاودت روش إجراء بحوثها في هذا المجال منذ بضع سنوات.
"لا يقوم القيّمون على قطاع صناعة المستحضرات الصيدلانية بالضرورة، بتحدي أولوياتها وفقاً لأولويات الصحة العامة العالمية". إلينت هوين، محامية عامة في قوانين وسياسات الأدوية.
منتجات هندسة الثورة الطبية القادمة
منتجات هندسة الثورة الطبية القادمة
الصورة: كان عالم الأحياء الدقيقة هربرت بوير (انظر الصورة) أحد مؤسسي شركة جيننتيك، ويعتبر أحد رواد ثورة الهندسة الوراثية. (صور وكالة غيتي Getty)
كامل الشاشة
مع ظهور الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، واجهت صناعة المستحضرات الصيدلانية مجموعة جديدة من الشركات المنافسة. وقد مكّن استحواذ روش على شركة جيننتيك في كاليفورنيا، وهي واحدة من أولى شركات التكنولوجيا الحيوية الكبرى، من إطلاق عقار "روفرون أ" Roferon-A في عام 1986 - أول دواء للشركة مُصمّم وراثياً.
أما في سويسرا، فقد ساد بعض الأوساط شك عميق في فعالية استخدام المواد الجينية في العلاجات، وطُرحت المسألة في عام 1998 على استفتاء شعبي سمّي آنذاك "استفتاء التكنولوجيا الحيوية". وجاءت نتائج الاستفتاء مظهرة رفض الناخبين السويسريين الحظر المقترح على الحيوانات المعدلة وراثياً (حيوان مدمج مع تسلسل الحمض النووي في خلية)، وإيذاناً بدخول صناعة التكنولوجيا الحيوية إلى سويسرا. واعتُبِر التصويت آنذاك إشارة واضحة على رغبة البلاد في امتلاك قطاع قوي وفاعل في مجال التكنولوجيا الحيوية.
أما في سويسرا، فقد ساد بعض الأوساط شك عميق في فعالية استخدام المواد الجينية في العلاجات، وطُرحت المسألة في عام 1998 على استفتاء شعبي سمّي آنذاك "استفتاء التكنولوجيا الحيوية". وجاءت نتائج الاستفتاء مظهرة رفض الناخبين السويسريين الحظر المقترح على الحيوانات المعدلة وراثياً (حيوان مدمج مع تسلسل الحمض النووي في خلية)، وإيذاناً بدخول صناعة التكنولوجيا الحيوية إلى سويسرا. واعتُبِر التصويت آنذاك إشارة واضحة على رغبة البلاد في امتلاك قطاع قوي وفاعل في مجال التكنولوجيا الحيوية.
الصورة: كان عالم الأحياء الدقيقة هربرت بوير (انظر الصورة) أحد مؤسسي شركة جيننتيك، ويعتبر أحد رواد ثورة الهندسة الوراثية. (صور وكالة غيتي Getty)
منتجات علاجات بملايين الدولارات
على مدى العقد الماضي، تحوّل نشاط شركات الأدوية السويسرية من الاهتمام بالمنتجات "الحجمية" مثل اللقاحات إلى الاهتمام بالطب الشخصي الذي يتم تصميمه على أساس العناصر الحيوية المحددة للشخص أو مواصفات المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها.
إن السعي للحصول على البيانات الصحية وامتلاك التكنولوجيا لتحليلها، يعني أن تحديات المنافسة لروش ونوفارتس لم تعد تقتصر على عمالقة الأدوية الآخرين بل تعدتها لتشمل أيضاً شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل وأمازون التي دخلت مجال الرعاية الصحية.
وقد أدى ذلك الأمر إلى رغبة جامحة في شراء الشركات الصغيرة المبتكرة ذات التكنولوجيا الواعدة، والتي يحصل البعض منها على تمويل حكومي. ومنذ عام 2000، استحوذت كل من روش ونوفارتس على أكثر من 40 شركة من الشركات الناشئة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والشركات الصغيرة المتخصّصة في العلاج الجيني.
وفي عام 2018، استحوذت شركة نوفارتس على شركة أمريكية ناشئة صغيرة في مجال التكنولوجيا الحيوية تسمى "آفيكسيس" AveXis ، متخصصة في العلاجات الجينية. وفي عام 2019، تلقت الشركات موافقة إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة على تسويق حقنة "زولغينزما" Zolgensma، وهي حقنة تُعطى للمريض لمرة واحدة وبسعر 2.1 مليون دولار لمعالجة الخلل الجيني الجذري للضمور العضلي الشوكي.
إن السعي للحصول على البيانات الصحية وامتلاك التكنولوجيا لتحليلها، يعني أن تحديات المنافسة لروش ونوفارتس لم تعد تقتصر على عمالقة الأدوية الآخرين بل تعدتها لتشمل أيضاً شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل وأمازون التي دخلت مجال الرعاية الصحية.
وقد أدى ذلك الأمر إلى رغبة جامحة في شراء الشركات الصغيرة المبتكرة ذات التكنولوجيا الواعدة، والتي يحصل البعض منها على تمويل حكومي. ومنذ عام 2000، استحوذت كل من روش ونوفارتس على أكثر من 40 شركة من الشركات الناشئة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والشركات الصغيرة المتخصّصة في العلاج الجيني.
وفي عام 2018، استحوذت شركة نوفارتس على شركة أمريكية ناشئة صغيرة في مجال التكنولوجيا الحيوية تسمى "آفيكسيس" AveXis ، متخصصة في العلاجات الجينية. وفي عام 2019، تلقت الشركات موافقة إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة على تسويق حقنة "زولغينزما" Zolgensma، وهي حقنة تُعطى للمريض لمرة واحدة وبسعر 2.1 مليون دولار لمعالجة الخلل الجيني الجذري للضمور العضلي الشوكي.
منتجات إعادة هيكلة الدور المجتمعي لقطاع الصيدلة
تتحدث كل من نوفارتس وروش عن الفضائح كجزء من "القضايا الموروثة" التي حدثت في الماضي، حيث تسعى كلاهما لإعادة صياغة الأطر للدور الأساسي الذي ينبغي للشركات أن تلعبه في المجتمع؛ فلم يعد إنتاج الأدوية يرقى إلى المستوى المطلوب، بل أصبح من اللازم العمل على إيجاد ابتكارات من شأنها أن تؤمّن "حياة أفضل".
لقد كان من الصعب مواجهة الشكوك ومشاعر عدم الثقة السائدة في هذا القطاع الصناعي. ومع إطلاق المزيد من الأدوية بأسعار ضخمة، تسعى الحكومات جاهدة للبحث عن مصادر تمويل كلفتها، مما يثير المزيد من التساؤلات حول حجم ما تجنيه الشركات من الأرباح والجهات الأساسية المعنية في آلية التفاوض على السعر.
الصورة: في يونيو 2019، تمت إضاءة برج روش بشعار إضراب النساء السويسريات على المستوى الوطني للتعبير عن تضامن الشركة مع الحركة من أجل المساواة بين الجنسين. (وكالة كيستون Keystone)
لقد كان من الصعب مواجهة الشكوك ومشاعر عدم الثقة السائدة في هذا القطاع الصناعي. ومع إطلاق المزيد من الأدوية بأسعار ضخمة، تسعى الحكومات جاهدة للبحث عن مصادر تمويل كلفتها، مما يثير المزيد من التساؤلات حول حجم ما تجنيه الشركات من الأرباح والجهات الأساسية المعنية في آلية التفاوض على السعر.
الصورة: في يونيو 2019، تمت إضاءة برج روش بشعار إضراب النساء السويسريات على المستوى الوطني للتعبير عن تضامن الشركة مع الحركة من أجل المساواة بين الجنسين. (وكالة كيستون Keystone)
زمن الجائحة
المستقبل زمن الجائحة
عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية في أوائل عام 2020، أن أزمة فيروس كوفيد -19 يمكن وصفها بالجائحة، كانت روش من أوائل الشركات التي عملت على تطوير اختبارات كوفيد-19. وأجرت كل من شركتيْ روش ونوفارتس بحوثاً تتعلّق بإمكانية استخدام الأدوية الموجودة كعلاج ضد الوباء، ولاحقا - أي في خضم الجائحة - اشتركتا أيضًا مع شركات التكنولوجيا الحيوية الأصغر حجما من أجل تطوير علاجات جديدة.
ولكن الأمر كان مختلفاً عندما تعلّقت المسألة بإيجاد اللقاحات. فسرعان ما وقّع شريك التصنيع السويسري لونزا (Lonza) اتفاقاً يقضي بإنتاج المكوّنات النشطة في لقاح mRNA الذي كانت قد أنتجته شركة مودرنا. كما أعربت شركة نوفارتيس عن قدرتها على القيام بتصنيع لقاح فايزر- بيونتيك، لكننا لم نرَ أي شركة سويسرية تقوم بتطوير لقاح فعّال.
وفي أوائل عام 2021، عندما كان الناس ينتظرون بفارغ الصبر وصول طلبات اللقاح إلى سويسرا، وجدوا صعوبة في فهم عدم قيام هذه الصناعة السويسرية المبتكرة والمهيمنة على الصعيد العالمي بتطوير أحد اللقاحات.
الصورة: إلى اليسار، هارالد بورمان من شركة روش، يعرض لوزير الصحة السويسري آلان بيرسيه اختباراً سريعًا لكوفيد -19 في مختبر روش لإجراء الفحوص. (Keystone)
ولكن الأمر كان مختلفاً عندما تعلّقت المسألة بإيجاد اللقاحات. فسرعان ما وقّع شريك التصنيع السويسري لونزا (Lonza) اتفاقاً يقضي بإنتاج المكوّنات النشطة في لقاح mRNA الذي كانت قد أنتجته شركة مودرنا. كما أعربت شركة نوفارتيس عن قدرتها على القيام بتصنيع لقاح فايزر- بيونتيك، لكننا لم نرَ أي شركة سويسرية تقوم بتطوير لقاح فعّال.
وفي أوائل عام 2021، عندما كان الناس ينتظرون بفارغ الصبر وصول طلبات اللقاح إلى سويسرا، وجدوا صعوبة في فهم عدم قيام هذه الصناعة السويسرية المبتكرة والمهيمنة على الصعيد العالمي بتطوير أحد اللقاحات.
الصورة: إلى اليسار، هارالد بورمان من شركة روش، يعرض لوزير الصحة السويسري آلان بيرسيه اختباراً سريعًا لكوفيد -19 في مختبر روش لإجراء الفحوص. (Keystone)
"مرة أخرى، أعادت الأزمة الصحية الحالية إلى أذهاننا الأهمية المركزية لصناعة أدوية قائمة على الأبحاث، بالنسبة لصحة السكان وكذلك بالنسبة للاقتصاد الوطني لسويسرا". رينيه بوهولزر، رئيس جمعية انترفارما، التي تضم شركات الأدوية السويسرية التي تقوم بإجراء بحوث.
الصورة: منظر جوي لمنشآت شركة نوفارتس في بازل. (نوفارتس إيه جي)
المستقبل نقطة تحول؟
اليوم، تشكل أوعية الصبغات الفارغة بقايا حقبة ضائعة منذ زمن طويل في بازل. ويتم هدم العديد من مصانع الصبغات الكيميائية القديمة على طول ضفاف نهر الراين أو إعادة استخدامها في المكاتب أو الشقق أو في المساحات الترفيهية.
بينما تظل بازل مركزاً لصناعة الأدوية، تنتشر الشركات على مختلف أنواعها وأيضاً مقدمو الخدمات في جميع أنحاء سويسرا وحول العالم. ولم تعد الشركات تبحث فقط عن ألمع العلماء في حقل الأدوية، بل أصبحت مهتمة أيضاً بإيجاد كوادر بشرية متخصصة في علوم الكمبيوتر ومجال الذكاء الاصطناعي وفي تحليل البيانات.
هناك دلائل على أن الشركات لن تبقى كما كانت تبدو عليه قبل اندلاع الجائحة. ففي خريف 2021، أعلنت شركة نوفارتس أنها تخطّط لبيع أسهُمها في شركة روش، التي تبلغ قيمتها 21 مليار دولار، إلى روش مُجدّدا من أجل الاستثمار في أدوية جديدة. كما أنها تقوم بإجراء مراجعة لأقسام الأدوية الجنيسة الخاصة بها في ساندوز. وتبدو جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بما في ذلك بيع ساندوز، الاسم الأخير المتبقّي من حقبة ما قبل نوفارتس.
هل ستكون الجائحة بكل الظروف التي أحاطت بها بمثابة نقطة تحول للصناعة في سويسرا؟ إن الإجابة على هذا السؤال هي مفتاح الإجابة على العديد من الأسئلة: كيف ستوفق هذه الصناعة بين تلبية احتياجات المجتمع ومتطلبات المساهمين؟ كيف ستجعل أدويتها متاحة ومتوفرة لكل من يحتاجها؟ هل ستستمر في الاستثمار في مجالات الابتكار الذي يلبي احتياجاتنا؟
صورة توضيحية: وكالة كيستون Keystone
بينما تظل بازل مركزاً لصناعة الأدوية، تنتشر الشركات على مختلف أنواعها وأيضاً مقدمو الخدمات في جميع أنحاء سويسرا وحول العالم. ولم تعد الشركات تبحث فقط عن ألمع العلماء في حقل الأدوية، بل أصبحت مهتمة أيضاً بإيجاد كوادر بشرية متخصصة في علوم الكمبيوتر ومجال الذكاء الاصطناعي وفي تحليل البيانات.
هناك دلائل على أن الشركات لن تبقى كما كانت تبدو عليه قبل اندلاع الجائحة. ففي خريف 2021، أعلنت شركة نوفارتس أنها تخطّط لبيع أسهُمها في شركة روش، التي تبلغ قيمتها 21 مليار دولار، إلى روش مُجدّدا من أجل الاستثمار في أدوية جديدة. كما أنها تقوم بإجراء مراجعة لأقسام الأدوية الجنيسة الخاصة بها في ساندوز. وتبدو جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بما في ذلك بيع ساندوز، الاسم الأخير المتبقّي من حقبة ما قبل نوفارتس.
هل ستكون الجائحة بكل الظروف التي أحاطت بها بمثابة نقطة تحول للصناعة في سويسرا؟ إن الإجابة على هذا السؤال هي مفتاح الإجابة على العديد من الأسئلة: كيف ستوفق هذه الصناعة بين تلبية احتياجات المجتمع ومتطلبات المساهمين؟ كيف ستجعل أدويتها متاحة ومتوفرة لكل من يحتاجها؟ هل ستستمر في الاستثمار في مجالات الابتكار الذي يلبي احتياجاتنا؟
صورة توضيحية: وكالة كيستون Keystone
المصادر
المصادر
Oral History, Chemistry and Urban Culture of the Association for Industrial and Migration History of the Basel Region.
Georg Kreis, Beat von Wartburg (Hg.) Chemie und Pharma in Basel. November 2016
Tobias Ehrenbold. Samuel Koechlin und die Ciba-Geigy. 2017
T. Ehrenbold, Ch. Hatzky, Ch. Helm, W. Hochreiter, M. Rothmann, J. Salaks. Roche in the World 1896-2021: A Global History. 2021
Historical Archive Roche, F. Hoffmann-La Roche AG
Novartis: How a pharmaceutical world leader was created out of Ciba, Geigy and Sandoz. 2014
Novartis International AG, Firmenarchiv / Company Archive
EY. The largest pharmaceutical companies worldwide. 2020
Interpharma Health Panorama, 2020.
Interpharma. Pharmastandort Schweiz 2030; Region Basel.
Michael Grass, Simon Fry. The Importance of the Pharmaceutical Industry for Switzerland. BAK Economics. 2017.
Lukas Straumann, Daniel Wildmann. “Swiss chemical firms in the ‘Third Reich’”
US Department of Justice. Swiss Executive Agrees to Plead Guilty and Serve U.S. Jail Time. May 20, 1999.
Swiss Public Television SRF and Swiss Radio International archives
Georg Kreis, Beat von Wartburg (Hg.) Chemie und Pharma in Basel. November 2016
Tobias Ehrenbold. Samuel Koechlin und die Ciba-Geigy. 2017
T. Ehrenbold, Ch. Hatzky, Ch. Helm, W. Hochreiter, M. Rothmann, J. Salaks. Roche in the World 1896-2021: A Global History. 2021
Historical Archive Roche, F. Hoffmann-La Roche AG
Novartis: How a pharmaceutical world leader was created out of Ciba, Geigy and Sandoz. 2014
Novartis International AG, Firmenarchiv / Company Archive
EY. The largest pharmaceutical companies worldwide. 2020
Interpharma Health Panorama, 2020.
Interpharma. Pharmastandort Schweiz 2030; Region Basel.
Michael Grass, Simon Fry. The Importance of the Pharmaceutical Industry for Switzerland. BAK Economics. 2017.
Lukas Straumann, Daniel Wildmann. “Swiss chemical firms in the ‘Third Reich’”
US Department of Justice. Swiss Executive Agrees to Plead Guilty and Serve U.S. Jail Time. May 20, 1999.
Swiss Public Television SRF and Swiss Radio International archives
مواد متعلقة من SWI swissinfo.ch
Podcast: What Covid tells us about the pharma industry. https://www.swissinfo.ch/eng/business/coronavirus-vaccine-swiss-pharma-industry/46751614
Swiss pharma giants swallow up start-ups in push for next big gene therapy
With no prospects for profit, Big Pharma turns back on new infectious diseases
Can Novartis really make its medicines available to everyone?
Can Big Pharma's money solve the antibiotics crisis?
Swiss pharma industry fights lower drug prices in the United States
Lonza to create 1,200 new jobs at vaccine production site
Secret discounts leave patients at drugmakers' mercy
The pharma holy grail: drugs for you, by you
Push for drug pricing transparency strikes a nerve with industry
Inside Roche: taking on the tech sector.
Swiss pharma giants swallow up start-ups in push for next big gene therapy
With no prospects for profit, Big Pharma turns back on new infectious diseases
Can Novartis really make its medicines available to everyone?
Can Big Pharma's money solve the antibiotics crisis?
Swiss pharma industry fights lower drug prices in the United States
Lonza to create 1,200 new jobs at vaccine production site
Secret discounts leave patients at drugmakers' mercy
The pharma holy grail: drugs for you, by you
Push for drug pricing transparency strikes a nerve with industry
Inside Roche: taking on the tech sector.
Gallery Products
كامل الشاشة
Sirolin - Until the outbreak of the First World War, Roche generated sales primarily from Sirolin, a cough medicine launched in 1898. Its orange flavor and clever advertising quickly made this product a bestseller.
كامل الشاشة
Gynergen - One of the first major pharmaceutical products that came emerged in 1918 was ergot alkaloid, which Sandoz sold under the brand name Gynergen to address postpartum hemorrhaging.
كامل الشاشة
DDT - After being praised initially as a miracle weapon in the fight against diseases and pests, discovered by Geigy chemist Paul Müller, became the epitome of a menacing toxin after its devastating impact on the environment and biodiversity became more widely known.
كامل الشاشة
LSD - Swiss chemist Albert Hofmann discovered LSD – the most powerful known psychotropic substance – while working at Sandoz. In 1943, he conducted a self-experiment, discovering the psychotropic effects of Lysergic Acid Diethylamide (LSD-25) while riding home from his lab by bicycle.
كامل الشاشة
Valium - Roche chemist Leo Steinbach developed the tranquilizer Valium, which the rock band The Rolling Stones called “Mother’s Little Helper”. It became was one of the most prescribed drugs in the US for years.
كامل الشاشة
Herceptin – Developed by Roche subsidiary Genentech, Herceptin ushered in a new era of drugs that target proteins lurking on the surface of tumours. It is thewas the first therapy specifically designed for HER2 positive breast cancer.
كامل الشاشة
Calcium was used in China as a haemostatic as early as the pre-Christian
era. In the 16th century, the famous doctor, alchemist and philosopher
Paracelsus prescribed a compound made from calcium-rich corals for
uterine haemorrhage.
Calcium-Sandoz turned out to be a stroke of luck for the company. Although the pharmaceutical department founded in 1917 soon enjoyed scientific success with products based on ergot and cardioactive natural substances, the market was slow to embrace the new medicines.
Calcium-Sandoz turned out to be a stroke of luck for the company. Although the pharmaceutical department founded in 1917 soon enjoyed scientific success with products based on ergot and cardioactive natural substances, the market was slow to embrace the new medicines.
كامل الشاشة
Voltaren – Ciba-Geigy launched Voltaren in 1974 to treat rheumatism. It is now used in over 140 countries for various conditions involving pain and inflammation. With more than a billion patients treated and 200,000 clinical trial participants, it is one of the most-studied medicines in the world.
كامل الشاشة
Ritalin – The psychostimulant Ritalin, developed by Ciba, was first approved for depression in adults in the mid-1950s. The medicine eventually proved effective in improving concentration of children with attention deficit hyperactivity disorder (ADHD). It faced a backlash after studies suggested it was being overprescribed.
كامل الشاشة
Prostigmin was first produced to relieve the muscular weakness of a chronic autoimmune disorder; myasthenia gravis.
كامل الشاشة
Rimifon - an antibiotic used for the treatment of tuberculosis drug produced by F. Hoffmann-La Roche, around 1952.
Gallery_Geigy promotional designs
كامل الشاشة
Portfolio for Documenta Geigy /Animales
dormidos (“sleeping animals”).
Gottfried Honegger. 1955.
كامل الشاشة
Advertising brochure for Irgapyrine enophtalmologie Geigy
1953-1956
Design: Igildo G. Biesele (CH, born 1930)
Commission: J. R. Geigy AG, Basel, CH (1914 - 1970)
1953-1956
Design: Igildo G. Biesele (CH, born 1930)
Commission: J. R. Geigy AG, Basel, CH (1914 - 1970)
كامل الشاشة
Blotting board (promotional gift for
physicians) for the anti-fungal Sterosan.
Nelly Rudin. 1952.
كامل الشاشة
Promotional poster for textile dye
'Switch on to Maxilon Brilliants Geigy'
1965-1969
Design: Brian Stones (GB)
Commission: Geigy Limited, Manchester, GB
'Switch on to Maxilon Brilliants Geigy'
1965-1969
Design: Brian Stones (GB)
Commission: Geigy Limited, Manchester, GB
كامل الشاشة
Advertising for dyestuffs
Irgalane Geigy, before 1954
Design: Karl Gerstner
Commission: J. R. Geigy AG, Basel, CH (1914 - 1970)
Irgalane Geigy, before 1954
Design: Karl Gerstner
Commission: J. R. Geigy AG, Basel, CH (1914 - 1970)
كامل الشاشة
Poster design Geigy - Protected with Gesarolum 1946
Design: Martin Peikert (CH, 1901 - 1975)
Commission: Geigy A.G., Basel, CH
Design: Martin Peikert (CH, 1901 - 1975)
Commission: Geigy A.G., Basel, CH
كامل الشاشة
Advertisement for drug
Preludin Geigy
brand of phenmetrazine hydrochloride
1965
Design: Fred Troller (CH, 1930 - 2002)
Commission: Geigy Pharmaceuticals, Ardsley, US (until 1970)
Preludin Geigy
brand of phenmetrazine hydrochloride
1965
Design: Fred Troller (CH, 1930 - 2002)
Commission: Geigy Pharmaceuticals, Ardsley, US (until 1970)
اذهب إلى الأسفل للاستمرار
Swipe to continue
حرك إصبعك للاستمرار
شركات صناعة الأدوية السويسرية تقيّم ماضيها وحاضرها وتستشرف مستقبلها
من نهر الراين إلى العالم
كيمياء العمالقة الثلاثة
قامت شركات بازل "بإنشاء أعمال فنية تعكس أذواق وثقافة العملاء الدوليين"
من الصباغة إلى الأدوية
فنون جديدة، مهارات جديدة
"من خلال الاندماج وتوحيد الجهود، استطاع القيّمون على الشركة الجديدة أن يحتلوا المراتب العليا في مجال صناعة المواد الكيميائية، حتى أضحت نوفارتس الجديدة واحدة من أكبر الشركات على الإطلاق"
عائلة روش تحتفظ بملكية الشركة
التألق كقطب لصناعة الأدوية
"الصناعة الكيميائية والصيدلانية هي الصناعة السويسرية الوحيدة التي يمكنها فعلياً ترسيخ نفسها بنجاح في الولايات المتحدة"
اضطلاع سويسرا بدور عالمي
التوسّع في أمريكا
التنافس على جذب العقول
كان العمل في مصانع المواد الكيميائية والصبغات يُعتبر "عملاً قذراً وخطيرا للغاية على أيادي النساء".
جذب النساء للعمل
فيديو عن المُستحضرات الصيدلانية
"كان من الممكن حتى معرفة رتبة الموظفين من الدروع التي تحمل أسماءهم والمعلقة على الأبواب، وهذه الدروع كانت إما ذهبية أو فضية".
استقطاب أفضل الكفاءات
"تمتلك سويسرا عدداً محدوداً نسبيّاً من المواهب العلمية. ولقد كانت تدرك دوماً أنها بحاجة إلى احتضان العلماء الموهوبين الأجانب".
جردة حساب
فيديو شفايزرهاله
"هذا النوع من الإنتاج الذي يشكل مخاطر على البيئة أصبح اليوم يتم خارج البلاد، في الهند والصين، وهو ما يبقي مخاطر كوارث ككارثة شفايزرهاله ماثلة في هذين البلدين"
الصحة سلعة باهظة الثمن
Kuhn
ارتفاع الأصوات المطالبة بالحصول على الأدوية
"يموت الناس بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج أو ببساطة لعدم توفره، نتيجة ارتفاع الأسعار واحتكار براءات الاختراع. إن الشركات لا تريد التخلي عن بسط سيطرتها الكاملة على سوق الأدوية بغية زيادة أرباحها، ولذلك يموت الناس".
البحث عن علاج
التوصل إلى المنتجات الأكثر رواجاً
-" الأساليب المتبعة من قبل غايغي والتي تصنف على أنها "شبيهة بالأساليب السويسرية" هي في الواقع لا تمت لهذه الأساليب بصلة لا من قريب ولا من بعيد. ولكن، يُمكن تصنيفها على أنها نهج ذو فعالية أكثر للتصميم".
فيديو عن إنتاج الأدوية
الأمراض المعدية لم تعد تثير الاهتمام
"لا يقوم القيّمون على قطاع صناعة المستحضرات الصيدلانية بالضرورة، بتحدي أولوياتها وفقاً لأولويات الصحة العامة العالمية".
هندسة الثورة الطبية القادمة
علاجات بملايين الدولارات
إعادة هيكلة الدور المجتمعي لقطاع الصيدلة
زمن الجائحة
"مرة أخرى، أعادت الأزمة الصحية الحالية إلى أذهاننا الأهمية المركزية لصناعة أدوية قائمة على الأبحاث، بالنسبة لصحة السكان وكذلك بالنسبة للاقتصاد الوطني لسويسرا".
تغيير ثقافي
نقطة تحول؟
