تنويه

هذه القصة متعددة الوسائط تستخدم الفيديو والصوت. يُرجى التأكد من تشغيل مكبرات الصوت.

استخدم عجلة الفأرة أو أزرار الأسهم على لوحة المفاتيح للتنقل بين الصفحات

حرك إصبعك على الشاشة للتنقل بين الصفحات

البداية

سويسرا تكافح "الذهب القذر": حكايات من بيرو

 الشعار https://stories.swissinfo.ch/gold-peru-switzerland-mining-metalor-arabic

تمهيد

أسفَرَت نشاطات التعدين العَشوائية في بيرو عن دمارٍ كبير في منطقة غابات الأمازون، وإزالة مساحة كبيرة من بِساطها الأخضر، وتَلَوث بيئتها بسبب استخدام الزئبق في عمليات التعدين. وفي خطوة جذرية، أوقفت شركة ‘ميتالور’ (METALOR) إحدى كُبريات المصافي السويسرية الأربعة المُتخصصة في تكرير وصقل الذهب، جميع وارداتها من المعدن النفيس من عمال المناجم الحرفيين في أمريكا الجنوبية، بعد أن اتَّضَح أن المُزود الرئيسي للشركة في بيرو يَحصل على الذهب من تلك المناجم غير القانونية.
ذهاب إلى الصفحة الأولى




لكن، ومع تسجيل أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ قرابة عقد من الزمن، فإن حمى التنقيب عنه تشتد في مكان تتداخل فيه أنشطة التعدين مع الأنشطة الإجرامية، ويُطَبَّق فيه القانون كيفما اتفق.
ذهاب إلى الصفحة الأولى

ذهاب إلى الصفحة الأولى
تُظهر صور فضائية مَدى الدمار الذي اصاب المناظر الطبيعية على جانبَي الطريق السريع في بيرو [الذي يربط بين بيرو والبرازيل] حيث شوهتها ندوب الأراضي القاحِلة الجَرداء وبرَك المياه السامة الموحلة. مع ذلك، فإن لهذه الأرض الرتيبة أهمية استراتيجية بالغة؛ حيث تمثل شريان النقل الرئيسي إلى منطقة غابات ‘مادري دي ديوس’ (Madre de Dios) جنوب شرق البلاد، التي يزدهر فيها التنقيب غير القانوني عن الذهب.
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
بالنسبة لآلاف عمال المناجم الذين يحاولون كَسْب لقمة العيش في منطقة الغابات هذه، يُمثل الطريق السريع أيضاً الفاصل بين عمال المناجم الذين يحاولون الإمتثال للقانون وأولئك الذين لا يفعلون ذلك. وكانت السلطات البيروفية قد أعلنت عن عدم السماح لعمال المناجم بالعمل في محمية "تامبوباتا" (Tambopata) الطبيعية ومنطقتها العازلة على أحد جانبي الطريق. وعلى الجانب الآخر، يوجد ما يُسمى بـ "مَمَر التعدين" حيث يُسمح باستخراج الذهب في ظل ظروف معينة.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى
ذهاب إلى الصفحة الأولى





لكن ضُعف إنفاذ القانون في أجزاء كبيرة من هذه المنطقة يعني أن الوضَع ليس بالوضوح الذي يوحي إليه الطريق السريع بين المحيطين، وكما تُصرح الحكومة. وبِحَسب الخبراء، فقد أدى ضُعف تطبيق الأنظمة المُتعلقة بالتعدين إلى انتشار التعدين غير القانوني على نطاق واسع هنا، والذي كان مسؤولاً بدوره عن عمليات إزالة الغابات الواسعة النطاق، والتلوث بالزئبق.
ذهاب إلى الصفحة الأولى
بِحَسب بعض مجموعات المراقبة، ينتهي المطاف بِبَعض هذا الذهب المُستخرج هنا في سويسرا. وتَتَّهِم هذه المجموعات المصافي السويسرية، وصائِغي المجوهرات، وصانِعي الساعات بتوريد هذا "الذهب القذر" – الأمر الذي قد يُسفر عن تبعات قريباً. وفي الوقت الراهن، يناقش المُشَرِّعون في سويسرا التي تُعتبر المركز العالمي الأول لتنقية وتكرير الذهب،  فرض عقوبات أشَد على الشركات التي تَنتَهك حقوق الإنسان والمعايير البيئية.
ذهاب إلى الصفحة الأولى





لكن الَتَثُّبت من الذهب "القذر" ليس بالمهمة السهلة. ففي أغلب الأحيان، تحاول الشبكات الإجرامية وعُمّال المناجم غير القانونيين إخفاء أصول الذهب غير القانونية عن طريق مَزجِه مع ذهب تم الحصول عليه بطريقة مشروعة، قبل إدخاله في سوق الذهب الدولي، بِحَسب عمال المناجم، والتُجّار، ومسؤولي إنفاذ القانون الذين التّقَت بهم swissinfo.ch في بيرو. وهكذا يصعب على مصافي التكرير السويسرية وشركات شراء الذهب التَيَقُّن من استيرادهم لذهبٍ تم الحصول عليه بطريقة شرعية.
ذهاب إلى الصفحة الأولى













 البعض من هؤلاء استسَلم، كما فعلت شركة ‘ميتالور’ (Metalor). ففي مَطلع عام 2019 توقف مَصفى الذهب السويسري عن شراء الذهب من عمال مناجم الذهب الحرفيين في أمريكا اللاتينية بالكامل. وجاءَ هذا القرار بعد أن صادر مسؤولو الجمارك في بيرو 91 كيلوغراماً من سبائك الذهب من شركة التصدير البروفية ‘مينيرالز ديل سور’ (Minerales del Sur) كانت متوجهة إلى مصفاة التكرير السويسرية. وقد اشتَبَهت السلطات البيروفية باحتواء الشحنة على ذهب مُستَخرج بشكل غير قانوني بما في ذلك من ‘مادري دي ديوس’.
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
في هذه المنطقة، شنت السلطات منذ فترة طويلة معركة خاسرة ضد الآلاف من عمال المناجم غير القانونيين. وفي العقود الثلاثة الماضية، فُقدت 960 كيلومتر مربع من الغابات - وهي مساحة تقارب حجم هونغ كونغ - بسبب تعدين الذهب، وفقًا لتقديرات مركز أمازونيا للابتكار العلمي، وهي مجموعة تفكير يُوجد مقرها في تامبوباتا، بمنطقة "مادري دي ديوس". بشكل دوري، تنظم عمليات عسكرية لتفخيخ وتفجير مواقع التعدين غير القانونية ولكن في الكثير من الأحيان يتم استئناف التعدين في أماكن أخرى.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى
السلطات من جانبها لا تستسلم. وهكذا، أطلق الجيش البيروفي مؤخراً "عملية الزئبق" في منطقة تُعرف باسم ‘لا بامبا‘ (La Pampa) على جانب الطريق السريع بين المحيطين الذي لا يُسمح فيه بعمليات التعدين، حيث إحتلَّت قوات الجيش مساحة بحجم بلدٍ صغير بغية طرد عمال المناجم غير الشرعيين. في الوقت نفسه، قامت السلطات بتسريع برنامجٍ لإضفاء الطابع الرسمي على عمال مناجم الذهب الحرفيين الذين يستوفون المعايير البيئية والاجتماعية في عملهم.
ذهاب إلى الصفحة الأولى
ذهاب إلى الصفحة الأولى

العمل بالشكل الصحيح

ذهاب إلى الصفحة الأولى
عمل خوان تّامينّا في التعدين على ضفاف نهر ‘بوكيري’ (Pukiri) منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. وكان أصيل مدينة ‘كوزكو’ (Cusco) الواقعة بالقرب من وادي ‘أوروبامبا’ بجبال الأنديز قد انتقل مع والديه لمنطقة الأمازون في بيرو بحثاً عن حياة أفضل.   "نحن نعمل هنا منذ سنوات بدافع الحاجة ولكي نتقدم بحياتنا"، كما يقول، ويضيف:"إننا نحاول خَلق حياة أفضل لأنفسنا ولأطفالنا."   لفترة طويلة، كان ذلك يعني العمل في فراغ قانوني، ومُمارسة تعدين الذهب والمُتاجرة به في أعماق الغابة، دون إشراف حكومي يُذكَر. لكن هذا الوضع بدأ يتغير ببطء مع الضَغط المُتزايد لمصافي التكرير والمُستهلكين باتجاه ممارسات التعدين المُستدامة وتكريس الشفافية في سلسلة توريد الذهب.
ذهاب إلى الصفحة الأولى



تقع قطعة الأرض المُرَخَص له بالتنقيب فيها في "ممر التعدين" - وهي مساحة تقارب 500,000 هكتار (ما يعادل حوالي مليون ملعب كرة قدم) - يُسمح فيها باستخراج الذهب شريطة التزامه بالمعايير البيئية والاجتماعية.


ذهاب إلى الصفحة الأولى
 تَقَدَّم تامينا بطلبٍ لبرنامج الحكومة البيروفية لإضفاء الطابع الرسمي على عمّال المناجم الذي يهدف لوضع أساس قانوني لعمله. واعتباراً من منتصف شهر أغسطس المنقضي، كان 4500 عاملاً في مجال التعدين قد تقدموا بطلب للحصول على ترخيص رسمي، لكن عدد الحاصلين على هذا الترخيص لم يتجاوز 117 شخصاً. ويأمل تّامينّا أن يَنضَمَّ إلى صفوف هؤلاء قريباً.

ذهاب إلى الصفحة الأولى

للحصول على هذا الترخيص، يجب على تّامينّا أن يُثبت قيامه بإعادة تشجير المناطق القاحلة، وتنفيذه لتقنيات خالية من الزئبق عند استخراج الذهب. ولِتَلبية هذه المُتطلبات، قام بتركيب طاولة هَزّازة لِغَربلة الذهب وفَصله عن الأوساخ دون الاضطرار لاستخدام الزئبق.


ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
كذلك يتعين عليه أيضاً احترام قوانين العمل ودفع الضرائب. وهو يقول إنه يستطيع البيع لتاجر واحد يكون عضواً في جمعية كانت تبيع الذهب مباشرة إلى شركة ‘ميتالور’ وهي الطرف الوحيد الذي يحرر فواتير للمبيعات.   لكنه يقول إن هذه اللوائح لا تَحِد من التجارة غير المشروعة، مضيفاً أنه من المعروف جيداً بين عمال المناجم قيام حتى التجار المُرَخص لهم بشراء الذهب من مصادر مَشكوك فيها. ولا يقتصر وجود هؤلاء التجار في المنطقة المعروفة على نطاق واسع باسم ‘لا بامبا‘، على هامش محمية ‘تامبوباتا‘ الوطنية.   "لقد أوفينا بجميع الالتزامات لتفادي أي مشاكل [مع الدولة]" يقول تامينا، وهو يُخرِج من جيبه بطاقة صادرة عن الحكومة تثبت تقدمه بطلب لإضفاء الطابع الرسمي على عمله. وهذه القطعة البلاستيكية هي الاثبات الوحيد الذي يحميه من غارات الشرطة المُحتملة.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى
ذهاب إلى الصفحة الأولى
في عام 1989، جاء تامينا للبحث عن الذهب على طول نهر ‘بوكيري’ (Pukiri)، بالقرب من البلدة التي تعرف اليوم باسم‘ دلتا أونو’ (Delta Uno) في منطقة غابات ‘مادري دي ديوس’. وكان هذا قبل أن يتم اجتياح هذه المنطقة من قبل عمال المناجم العشوائيين الذين اجتذبهم تسجيل الذهب لإرقام قياسية على اثر اندلاع الأزمة المالية العالمية في الأعوام 2009-2010.  
الجهد الكبير الذي بذله تّامينّا أتى أكله. ففي ذلك الوقت، لم يكن لدى العائلة سوى عدد قليل من عربات اليد ومكائن بسيطة لضخ المياه لـ"غسل" المعدن الخام. اليوم، يُوَظف المُعَدِّن المتوسط العمر 22 شخصاً يَستخدمون حفاراتٍ وشاحناتٍ حديثة لنقل المواد المعدنية على الأرض التي حصل على إمتياز تعدين فيها، والبالغ مساحتها كيلومتر واحد.  
"الإنتاج يختلف من يوم إلى آخر؛ فهو قد يكون أكثر اليوم، لكنه قد يكون أقل أيضاً"، كما يوضح تّامينّا، بينما يختتم عاملان وَرْدية عمل من ثماني ساعات أمضياها في جو شديد الحرارة وهما "يغسلان" المعدن الخام مُستخدمين خراطيم المياه عالية الضغط على مِزلقين (وحدتي غسيل ذهب). ويَبيت كلا العاملين في مَوقع العمل في مبنى من الطوب مَكون من طابق واحد.
ذهاب إلى الصفحة الأولى








يَستخرج تّامينّا في المتوسط 32 غراماً من الذهب لكل نوبة لكل مِزلَق. وعلى افتراض تشغيل كلا المِزلَقين، ومع سعر 120 سول بيروفي (5.35 فرنك سويسري) لكل غرام، فإن تّامينّا يكسب 15,000 سول بيروفي (4.343 فرنك سويسري) في اليوم الواحد.

ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
في حين قد يبدو هذا مبلغاً كبيراً، إلا أن صافي أرباحه قد لا يزيد عن 500 سول بيروفي (145 فرنك سويسري) في اليوم، بسبب نفقاته الكبيرة: فهو يحتاج إلى البنزين لتشغيل مضخات المياه وآلات التعدين الأخرى. كما انه يُنفِق على زوجته ووولديه وابنته لكي يعيشوا في مدينة كوزكو (Cusco) الكبيرة القريبة، وحتى يتمكن أولاده من مزاولة دراستهم هناك. وهو لا يرى أسرته إلا لمدة عشرة أيام كل شهرين.
يعتزم تّامينّا استخراج الذهب من قطعة الأرض التي مُنِح امتياز التعدين فيها من 10 إلى 15 سنة أخرى. من ثَمَّ يعتزم "الانتقال إلى قطعة أرض أخرى".   يأمل تّامينّا أن تعطي الخطط الرامية لتحديث قانون التعدين في بيرو دَفعة قوية لعمال المناجم الصغار والمتوسطين مثله وسط منافسة شركات التعدين الأجنبية، وأن تقوم الدولة بِدَعمِهِم في سعيهم للعمل على نحو مُستدام، وأن تبدد مخاوفهم من عمليات التَحَقُّق والمضايقات التي تمارسها الشرطة والجيش، والتي باتت أكثر تواتراً في إطار عملية الزئبق.  
يثني تامينا على الحكومة البيروفية لتسهيلها عملية إضفاء الطابع الرسمي على عمال المناجم الذين يمتثلون لمتطلبات الدولة. لكنه يعارض عملية الزئبق، لانه يرى أنها ساهمت في نَشر التصور القائل بأن جميع عمال المناجم في ‘مادري دي ديوس’ يعملون بشكل غير قانوني، رغم محاولة البعض الإمتثال للوائح - كما يفعل هو.  
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى
ذهاب إلى الصفحة الأولى

السوق السوداء

ذهاب إلى الصفحة الأولى
فالتر باكا هو عامل مناجم سابق يعمل الآن في مجال تأجير مُعدّات التعدين. وكان بعض أفراد عائلته المُمتدة قد إتُّهموا بالتَعدين اللاقانوني، كما قيل إن لهم علاقات مالية مع شركة ‘ميتالور’ (Metalor) السويسرية.

 عند لقائنا بـ باكا في ‘هيوبيتوهي’ (Huepetuhe)، [التي تُعتبر واحدة من أكبر مناجم الذهب غير القانونية في مقاطعة "مادري دي ديوس"]، رفَضَ التعليق على هذه الادعاءات، لكنه أبدى استعداده لمُشاطرتنا وجهات نظره وخبرته الشخصية في مجال تجارة الذهب.

"إن أكبر المُتحايلين هم مُشترو الذهب"، كما يقول. ويضيف: "الاشخاص يستمرون في العمل بشكل غير قانوني بسبب التزاماتهم [تجاه المشترين]".
ذهاب إلى الصفحة الأولى







باكا هو ابن شقيق الزوجين سيئي السُمعة - غريغوريا كاساس وسيسيليو باكا - اللذَيْن كانا من بين أول المُستوطنين في منجم الذهب المفتوح في ‘هيوبيتوهي’، حيث بدأ التعدين هنا لأول مرة. ووفقاً لما ذكره موقع الصحافة الاستقصائية المحلي Ojo Publico ("عين الجمهور")، فقد خَضَعَ الزوجان اللذان كانا يملكان 18 حقل تعدين  للتحقيق الجنائي بتهمة التعدين غير المشروع و تبييض الأموال على مدار سنوات عديدة.


ذهاب إلى الصفحة الأولى
موقع "عين الجمهور" أشار أيضا إلى إدعاءات صادرة عن مسؤولين في الجمارك البيروفية لم يكشفوا عن هويتهم، تتعلق بأموال أودعتها شركة ‘ميتالور’ في حسابات مصرفية مملوكة لأفراد من عائلة باكا، بما في ذلك عمّة فالتر باكا وأبناء عمومته. من جهتهم، نفى أفراد عائلتَي كاساس - باكا مِراراً ارتكابهم أي مخالفات، كما قال بعض أفراد الأسرة إن مُتَّهِميهم إنما لفقَّقوا هذه التُهم دون وجه حَق لتسجيل نقاط سياسية، أو حتى لتحقيق مكاسب مالية.  

ورغم عدم تعليق العامل المنجمي السابق مُباشرة على المزاعم المُوَجّهة ضِد أقاربه، لكنه قال إن العديد من التُجار المحليين ينخرطون في ممارسات فاسدة ويتهربون من دفع الضرائب. كما اتهمهم بالتلاعب بالسوق من خلال التَحَكُّم بالأسعار وعَدَم تحرير فواتير الشراء، بينما يَخْضَع عُمّال المناجم لهيمنتهم بسبب ما يدينون به لهم.
ذهاب إلى الصفحة الأولى
ذهاب إلى الصفحة الأولى
"عندما يصل الذهب إلى ليما، يقوم المشترون ... بِجَمع ذهبهم لبَيعه لنَفس المشتري"، كما يوضح باكا، زاعماً أن المُشتري في بعض الحالات كان مصفى التكرير السويسري ‘ميتالور’.

لدى سؤال ‘ميتالور’ عما إذا كانت مُطَّلعة على أي تواطؤ بين مُشتَري الذهب الرئيسيين في ‘مادري دي ديوس’ والاتهام الموجه إليها بِجَمع المشتريات، أجابت الشركة: "كلا. نحن لا نحصل على أي مواد من هذه المنطقة".

وبحسب ما أخبر متحدث باسم الشركة swissinfo.ch، كانت ‘ميتالور’ شريكاً فعّالاً في عملية إضفاء الطابع الرسمي على قطّاع التعدين في بيرو، كما أنها أعْرَبَت عن قلقها بشأن مَسألة تَعَقُب مَسار المُنتجات مع السلطات البيروفية. وكما ذكر المُتحدث في رسالة بالبريد الإلكتروني: "كانت جميع الردود التي تلقيناها مع مرور الوقت من مختلف السلطات البيروفية ... مُطَمئِنة للغاية".

لكنه أضاف: "مع ذلك، فقد شعرنا بخيبة أمل حيث إتضح أن الإطار التنظيمي والإنفاذ ليس قوياً بما يكفي".
ذهاب إلى الصفحة الأولى
هل يشعر باكا بالقلق بشأن مَجرى الأعمال الآن سيما مع توقف ‘ميتالور’ عن شراء الذهب من بيرو؟ "المنتجون ليسوا مُهتمين كثيراً لأن المُشترين موجودون هنا دائماً"، كما يُجيب.  

وهو يقول إن غياب السلطة الحكومية قبل عملية الزئبق جعلهم يعملون بِحُرية وكما يحلو لهم. وعندما ارتفع سعر المعدن النفيس، استثمر الكثيرون في الآلات الثقيلة لكي يتمكنوا من التعدين في مناطق أكثر عُمقا في الغابات، ما أدى إلى تلويث المجاري المائية والتربة بالزئبق مع تَقَدُّم عمليات التنقيب. ورغم مصادقة بيرو على معاهدة دولية بشأن الحَد من تلوث الزئبق في عام 2018، إلا أن المَعَدن الثقيل السام لا يزال متوفراً للبيع على نطاق واسع عبر الإنترنت في البلاد.
ذهاب إلى الصفحة الأولى
يَتًّهِم باكا المسؤولين الحكوميين السابقين بالتواطئ في الصفقات التي انتَفَعَت منها الشبكات الإجرامية التي تشتري الذهب. وهو يعتقد أن على الحكومة ان تُعطي الأولوية للتَصَدّي لمُشتري الذهب الفاسدين بَدَلاً من هذا التركيز الكبير على عمليات التعدين الصغيرة.  

"إنَّ عملية إضفاء الطابع الرَسمي تَفْتَقر إلى الهدف، إنها أشبه بالتوجه نحو هاوية"، كما يقول.

كان باكا أيضاً يعمل كعامل مناجم، لكنه وَسَّع نشاطاته إلى أعمالٍ أخرى بعد أن فجَّر الجيش البيروفي مُعدّات التعدين خاصته قبل ست سنوات كجزءٍ من حَملة سابقة على التعدين اللاقانوني. واليوم ينطوي عمله الجديد على تأجير مُعِدّات "إلى عمال المناجم الذين يسعون للحصول على ترخيص رسمي" - أي أولئك الذين يسعون للعمل بشكل قانوني.
ذهاب إلى الصفحة الأولى
بِحَسب السكان المحليين، اكتشف العديد من عُمَال المناجم الذين حوصروا في عملية الزئبق - كما هو الحال مع باكا - أساليب جديدة للاستفادة من قطاع التعدين. وهكذا، انتقل البعض إلى مناطق أعمق داخل الغابات إلى محمية ‘تامبوباتا’ (Tambopata)، أو إلى مَمَر التَعدين عَبر الطريق السريع بين المحيطين لِمُواصلة تحقيق الأرباح على هامش القانون.

عند سماعهم بعملية الزئبق، فَرَّ معظم عمال المناجم من منطقة التعدين المحظورة في ‘لابامبا’. مع ذلك، أُلقت السلطات القبض على أكثر من 200 شخص، كما تم الاستيلاء على مُعدات تقدر قيمتها بملايين الدولارات وتحطيمها.

وكما قال باكا وهو يتذكر تجربته الخاصة في ‘هيوبيتوهي’: "الناس يعملون وهم في حالة هروب مستمر. عندما تقصف الحكومة معسكرات التعدين وتَسْتَحوذ على المُعدات، فإن عمال المناجم يشتغلون كالمجانين. ان إستراتيجية الحكومة غير ملائِمة".  
ذهاب إلى الصفحة الأولى
تطل فيلّا باكا الراقية على بلدة تعدين مُريبة مليئة بمُشتَري الذهب المُراوغين، والحانات المشبوهة، والنوادي الليلية التي تعمل فيها نساء شابات. وتأتي هؤلاء النساء اللاتي يَنحَدر مُعظمهن من مناطق جبلية فقيرة إلى هنا أملاً في الحصول على فرصة عمل كعاملات في الخدمة المنزلية أو كنادلات. لكن، ووفقاً لموظفي إنفاذ القانون، فإن عروض العمل التي يتقدمن إليها غالباً ما تكون مُزيفة.

في مقابلة معه في ليما، قال الجنرال لويس فيرا، مدير قسم البيئة في الشرطة الوطنية البيروفية، إن قواته عثرت على العديد من هذه الأماكن عند دخولها إلى منطقة التعدين اللاقانونية.

"كانت هناك الكثير من المُمارسات المُسيئة وحالات الاختفاء لِعَدَم وجود السلطة العامة في هذه المنطقة"، كما قال، موضحاً أن السلطة كانت بيَد المُشرفين، أو أصحاب رؤوس الأموال الذين كانت لديهم حقول تعدين غير قانونية".
ذهاب إلى الصفحة الأولى
ذهاب إلى الصفحة الأولى
على أطراف منطقة التعدين اللاقانوني، يقول السكان إن عمّال المناجم لا زالوا يعملون ليلاً في محاولة لتفادي الاعتقال. وعند بزوغ الفجر، وبعد الانتهاء من العمل، يُلقي عمال المناجم الألواح الخشبية التي يستخدمونها لقيادة دراجاتهم النارية فوق تربة الغابة الموحلة بين الأحراج المُتشابكة، في طريقة فعالة لإخفاء طرُق الوصول التي يستخدمونها.

تقول دوريس، وهي سيدة تدير نُزُلًا يقع على الطريق رَفَضَت الإفصاح عن اسمها: "أحياناً يُمكن سَماع صوت مُحركات تعمل عن بُعد. المكان هناك مَليء بالذهب..

بإمكانهم كَسْب 1000 سول بيروفي (290 فرنك سويسري) في يوم عمل جيّد".
ذهاب إلى الصفحة الأولى
على الرغم من استمرار أنشطة التعدين غير القانونية، لكن عملية الزئبق ساهَمَت بشكلٍ كبير في خَفْض مُمارسات التعدين العشوائي في معظم مناطق ‘لابامبا’ التي تشهد تدهوراً بيئياً.  

ووفقًا لمشروع مراقبة منطقتي الأنديز والامازون، انخَفَضت عمليات إزالة الغابات على يد عمال المناجم غير الشرعيين بنسبة 92% بين عام 2018 (900 هكتار) والنصف الأول من عام 2019 (67 هكتار)، التي تُمثل الوضع قبل وبعد عملية الزئبق.  
ذهاب إلى الصفحة الأولى
يوضح العقيد لويس غيلّين بولو، قائد عملية "الزئبق"، أن قواته تقوم بملاحقة مُشتري وتُجّار الذهب غير الشرعيين بضراوة "وليس عمال المناجم غير القانونيين فقط".
ذهاب إلى الصفحة الأولى

محاولات التَسَتُر والتلوث

ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
لكن الإجراءات القَمعية العنيفة التي تمارسها حكومة بيرو ضد عمال المناجم غير القانونيين لَنْ تكون كافية للقضاء على الذهب "القذر".  فما تحتاج إليه الحكومة أيضاً هو جيش من الخُبراء في مجال المُحاسبة. فبِحَسب التحقيقات الجنائية المُتعددة التي قام بها المُدَّعون العامون وتقارير التحقيقات التي أجرتها وسائل الإعلام المحلية، لا يزال الغموض يكتنف مسألة تتبع مصدر الذهب من خلال التجار. وكان تقديم الفواتير المزورة سائداً بين العديد من شركات شراء الذهب في بيرو ووكلائها أو ممثليها المحليين.  

بالإضافة إلى ذلك، تُخفي الشبكات المُعقدة للعلاقات العائلية والتجارية الروابط القائمة بين العديد من الشركات العاملة في المنطقة. وهذا ما يُفسر الظهور النادر لاسماء المُشتَرين الصغار والمتوسطي الحجم في السجلات الجمركية بصفة مُصَدّرين إلى المصافي الأجنبية ومُشتري الذهب الأجانب. والعديد مِمَن ظَهر في هذه السجلات من هؤلاء كانوا يملكون امتيازات تعدين غير قانونية في ‘مادري دي ديوس’.  

من بين عشرات عُمال المناجم غير القانونيين الذين تحدثنا إليهم، قال غالبيتهم إنهم باعوا ذهبهم بشكل رئيسي إلى شركتي التجارة البيروفيةA&M Metal Trading  وVeta de Oro من بين مُشترين آخرين.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
بَيْد أن جهودنا للاستفسار عن هذه الادعاءات شخصياً، وزيارة المكاتب الميدانية لهذه الشركات وغيرها رُفضت مراراً وتكراراً. وفي بعض الأحيان أُبلِغنا من قبل حُراس أمن ضخام الجثة، بأننا لا نملك الحق في طَرح الأسئلة.  

في الحلقة الأكثر غرابة في جهودنا للحصول على تعليقات من شركة Veta de Oro في العاصمة الإقليمية ‘بويرتو مالدونادو’ (Puerto Maldonado)، مَنَعَنا أحد الموظفين في المكتب المُكَوَّن من طابقين من مواصلة التحقيق. ونَفى الموظف قيام الشركة بشراء الذهب، مُدعياً أن الفضاء عبارة عن فندق. مع ذلك، كانت اللافتة الكبيرة خارج المبنى تشير إلى عمل اصحابه في تجارة الذهب وليس في قطاع السياحة.

وفي مكتب A&M Metal Trading في ‘بويرتو مالدونادو’ أيضاً، قام أحد الموظفين بالإتصال بمحامي الشركة، ثم رفض الإجابة على أسئلتنا وطلب منا المُغادرة.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
وفي شركة E&M للذهب بمنطقة ‘هيوبيتوهي’ أشار الموظفون إلى لافتات خلف مناضدهم تحمل أرقام هواتف المكاتب الرئيسية. لكن أياً من هذه الأرقام لم يكن يعمل عند اتصالنا بها. وفي شركتي Veta de Oro وA&M Metal Trading، طُلبَ منّا أن نتوجه بالأسئلة إلى Activos Mineros ، وهي شركة خاصة مخولة من قبل الحكومة بترخيص تجار الذهب في المناطق المعروفة بالتعدين غير القانوني. لكن الرسائل الالكترونية الستْ التي بعثنا بها، ومحاولاتنا المتعددة للإتصال بالشركة التي تَتَّخِذ من ليما مَقَراً لها ظلت بدون إجابة.

على الرغم من تَعَذُّر الوصول إلى الشركة، إلّا أن أنشطتها معروفة بالنسبة للمُراقبين والناشطين. وكما يوضح كريستوف فيدمر، المدير المشارك لجمعية الدفاع عن الشعوب المهدّدة بالإنقراض التي درست واردات الذهب في بيرو: "تتلقى شركة Activos Mineros المال من الدولة مقابل عملها في مجال المراقبة، لكنها لا تُمارس مراقبة حقيقية في الواقع".
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
يُساهم تجار الذهب أيضاً في التلوث البيئي. وكانت الأفران البدائية الصُنع المُستخدمة لِحرق الزئبق من شذرات الذهب (الذهب الخام) التي تُطْلِق أبخرة سامة واضحة على مستوى الشارع في العديد من المكاتب التجارية التي قُمنا بِزِيارتها. ولَمْ يتوانى موظفوا أحد هذه المكاتب عن تَهديدنا عند محاولتنا تصوير هذه الأفران.

ووفقاً لـ آدم كيفر، أستاذ الكيمياء بجامعة ميرسر، الذي يعمل مع وزارة البيئة البيروفية لبَحث تَلَوث الهواء في المنطقة، فإن مستويات الزئبق في الهواء المُحيط بمثل هذه المحلات يزيد بـ 1000 مرة عن الحد المسموح به في بيرو، وبـ 10,000 مرة عن مستويات المخاطر الدُنيا المحددة من قبل الحكومة الأمريكية.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى
(اللون الأرجواني والأحمر يمثُلان أعلى مناطق التلوث، ويُشيران إلى الأماكن التي تحترق فيها أفران الذهب)

ذهاب إلى الصفحة الأولى

همزة الوصل السويسرية

بالنتيجة، ينتقل "الذهب القذر" من عمال المناجم غير القانونيين عَبر شبكة مُبهمة من مُشتري الذهب، ليَتم بَيعه لاحقاً للتجار وشركات التكرير الأجنبية.




ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة




هنا تدخل سويسرا في المعادلة. فهذا الدولة الأوروبية غير الساحلية تؤوي أربعة من أكبر مصافي تكرير الذهب في العالم، بما في ذلك ‘ميتالور’ (Metalor)، ما يؤدي إلى مرور معظم الذهب في العالم عَبرها. وتحتل بيرو المَرتبة السادسة بين الدول المُصَدِّرة للذهب إلى الدولة التي تشقها سلسلة جبال الألب.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
بعد تكرير الذهب الخام في سويسرا، يتم تصديره إلى أبرَز مراكز تجارة الذهب في العالم. وتُعتَبر الهند والصين الوجهات الأساسية للمَعدن النفيس. وتفوق صادرات سويسرا من الذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة ما تصدره من الساعات بحولي ثلاثة أضعاف.

إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
تَصَدَّر إقليم ‘مادري دي ديوس’ عناوين وسائل الإعلام في عام 2018 بعد أن نَشَرت جمعية الدفاع عن الشعوب المُهددة بالإنقراض Society for Threatened People)) وهي منظمة دولية مُستقلة مقرها في سويسرا تهتم بالدفاع عن الاقليات والشعوب الأصلية تقريرا يزعم توجّه صادرات ذهب غير قانونية من هذه المنطقة إلى شركة ‘ميتالور’ لتكرير الذهب في سويسرا.  

وبحسب مزاعم الجمعية قامت شركة التصدير البيروفية ‘مينيرالز ديل سور’ (Minerales del Sur) بتزويد ‘ميتالور’ بذهب مُستخرج من ‘مادري دي ديوس’، حيث لازالت مُعظم أنشطة التعدين غير قانونية رغم المبادرات الحكومية وإجراءاتها القمعية.

في حين مُنِحَت شركة التصدير ‘مينيرالز ديل سور’، ترخيصاً لبيع الذهب المُستخرج من الجزء الجنوبي الشرقي لمقاطعة ‘بونو’ (Puno) حصراً، لكن مالكها نجح في الحصول على أربعة امتيازات استغلال في منطقة ‘هيوبيتوهي, (Huepetuhe) بالقرب من محمية ‘أماركايري’ المجتمعية (Amarakaeri Communal Reserve)، في ‘مادري دي ديوس’.

من جانبها، نفت شركة ‘ميتالور’ هذا الإتهام، وقالت إن الذهب مُستَخرج من مقاطعة ‘بونو’ فقط. لكن الكميات التي إشترتها ‘ميتالور’ من شركة ‘مينيرالز ديل سور’ تجاوَزَت إلى حدٍّ بعيد كميات الإنتاج المُعلَن عنها رسمياً في‘بونو’، بِحَسب جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة بالإنقراض، التي استشهدت بأرقام قدمتها وزارة الطاقة والتعدين في بيرو بهذا الشأن.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
على الرغم من استمرار التحقيقات بشأن مصادر الذهب غير القانونية المزعومة، إلا أن شركة ‘ميتالور’ تقول إن أي اتهام لم يُوَجَه لها في بيرو. ومؤخراً، قَرَّرت شركة التكرير في خطوة جذرية وَقف وارداتها من الذهب القادم من بيرو، وأعقبت ذلك بوقف التعامل التجاري في هذا المجال مع جميع عُمال المناجم الحرفيين في أمريكا الجنوبية بسبب "الافتقار إلى الموارد اللازمة لضمان الإمتثال للقواعد والأنظمة".

ولكن هذا القرار قد لا يكون أمراً جيداً بالضرورة. وكما قال لويس هيدالغو حاكم ‘مادري دي ديوس’ لـ swissinfo.ch  فإن امتناع ‘ميتالور‘ عن استيراد الذهب من بيرو سيزيد من صعوبة وَقْف التعدين غير القانوني.

"نحن نريدهم أن يشتروا من الأطراف التي تعمل بشكل قانوني" يقول هيدالغو. "ما ينبغي على الشركة السويسرية فعله هو تيسير فرص وصول عمال المناجم إلى التكنولوجيا [النظيفة] لأنها مُكلفة جداً بالنسبة لهم، ومساعدتهم على بيع الذهب بسهولة أكبر".  
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
وتوفر ما تُسمى بتكنولوجيا تعدين الذهب "النظيفة" - مثل الطاولة الهزازة لفصل القطع الذهبية التي يستخدمها عامل المناجم خوان تّامينّا - بدائل لاستخدام الزئبق شديد السُمية.

من جهته، يرى مارك بيث، أستاذ القانون الجنائي بجامعة بازل والخبير في مكافحة الفساد، الذي ألف كتاباً بعنوان "غسل الذهب - الأسرار القذرة لتجارة الذهب وكيفية تنقيتها" (the dirty secrets of the gold trade and how to clean up) إن على مصافي التكرير السويسرية أن تعمل مع عمال المناجم الحرفيين لإنتاج الذهب بطريقة مسؤولة. وهو يقول أن سلبيات مثل هذا التعاون ضئيلة. وكما قال في مقالة رأي نشرها مؤخرا على موقع swissinfo.ch ، فإن تكلفة عمليات التدقيق السليمة والشفافة لتَتَبع المسار الكامل للذهب لمعرفة مصدره ليست أكثر من "مصروف جيب" بالنسبة لشركة مثل ’ميتالور’ وجميع المصافي السويسرية.

كما يبدو، تتفق الحكومة السويسرية مع هذا الرأي. وكما يقول مارتن بيتر، ممثل أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية في بيرو، فـإن من مصلحة الشركات الاهتمام بالاستدامة من أجل الوصول إلى السلع على المدى الطويل.  
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى
ذهاب إلى الصفحة الأولى

كامل الشاشة
 من جانبها، تقول ‘ميتالور‘ إن المطلوب لتحسين الوضع في بيرو هو تظافر جهود جميع الأطراف المَعنية، وهذا يشمل الوكالات الحكومية، وعُمّال المناجم، والسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية. "لكننا لم نَصل إلى هذه المرحلة بَعْد"، كما قال المتحدث باسم الشركة لـ swissinfo.ch "

وبرأي الدُعاة والنشطاء فى مجال الحقوق في بيرو وسويسرا، قد يكون الضَغط الذي يُمارسه المُستهلكون إحدى الوسائل لوقف التعدين غير المشروع في نهاية المطاف.  

وكانت منظمات المجتمع المدني السويسرية قد أعربت منذ سنوات عن قلقها بشأن مخاطر الإضرار بسُمعة سويسرا بسبب استيرادها لـ "الذهب القذر". وقد أدت هذه الشواغل إلى إطلاق مبادرة شعبية قد تُجبر الحكومة على التصرف أخيراً. ومن المُقرر أن يصوت الناخبون السويسريون قريباً على مبادرة "الأعمال المسؤولة"، التي تقترح سَنَّ قوانين جديدة من شأنها مُحاسبة الشركات التي تتخذ من سويسرا مقرا لها عن الأعمال المُنتَهِكة لحقوق الإنسان أو المعايير البيئية حتى في بلدان أخرى. لكن فُرَص نجاح المبادرة غير مؤكدة.
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

ساهم في هذا العمل

كامل الشاشة
المؤلفة: باولا دوبرا - دوبياس

الصور: سيباستيان كاستانيدا وباولا دوبرا - دوبياس (مع صور إضافية من وكالة SDA-Keystone)

غرافيك: كاي رويسّر وألكساندرا كولر

فيديو: سيباستيان كاستانيدا وباولا دوبرا - دوبياس

إنتاج: دومينيك سوغيل
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

ملحق: شركة ميتالور ترد

كامل الشاشة
أين وصلت تحقيقات السلطات البروفية بشأن صادرات شركة ‘مينيرالز ديل سور’ (Minerales del Sur) للتجارة أو غيرها من الشركات إلى ‘ميتالور’؟
على حدِّ علمنا، تواصل السلطات البيروفية تحقيقها مع شركة ‘مينيرالز ديل سور’. مع ذلك، وحيث لم يُوَجَّه أي إتهام لـ ‘ميتالور’، فإننا نجهل المزيد من التفاصيل.

هل اتصل المُدَّعي العام في بيرو بـ ‘ميتالور’ منذ مُصادرة سلطات الجمارك البيروفية 91 كيلوغراماً من الذهب في عام 2018؟
لقد طُلِبَ منا تقديم معلومات حول علاقتنا التجارية مع شركة ‘مينيرالز ديل سور’. وقد وَفَّرنا جميع المُستندات اللازمة بهذا الخصوص (الاتفاقية، والفواتير، وأدلّة تثبت التحويلات المصرفية، وما إلى ذلك) في الوقت المناسب.

وفقاً لمعلوماتك، هل كانت ‘مينيرالز ديل سور’ على عِلم بمصادر الذهب الموجود في تلك الشحنة؟
تحتوي المُستندات المُرتَبِطة بكل شحنة على كافة التفاصيل الضرورية، بما في ذلك امتياز المَنْجَم الذي تم الحصول منه على المواد [الذهب]. لا يوجد لدينا أي سبب يدفعنا للشك بصحة مثل هذه المعلومات، لكن لا يسعنا ضمان ذلك أيضاً. هذا سوف يتضح من خلال التحقيق.

هل ستعيد ‘ميتالور’ النظر في شراء الذهب من بيرو الآن بعد تعزيز الحكومة لالتزامها بعملية إضفاء الطابع الرسمي على عمال مناجم الذهب في ‘مادري دي ديوس’ - الأمر الذي يضمن امتثالهم للمعايير البيئية والاجتماعية - وتضييقها الخناق على عمال المناجم غير الشرعيين في ‘لابامبا’ في نفس الوقت ؟
نحن نرحب بمثل هذه التصريح بالتأكيد. لكن ذلك يجب أن يتحول إلى أفعال حقيقية ومُستدامة. نحن لا نحصل على أي مواد من منطقة ‘مادري دي ديوس’ ولا نعتقد أن هذا سيتغير- في المستقبل القريب على الأقل. مع ذلك، وفيما يتعلق بالمناجم التي يُستَخرج منها الذهب على أيدي حرفيين، فإننا مستعدون للنظر في جميع الخيارات، لكن ذلك يجب أن يكون في إطار تضافر جهود جميع الأطراف المَعنية (جميع الوكالات الحكومية، عُمّال المناجم، السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية). نحن لم نَصِل إلى هذه المرحلة بَعْد. مع ذلك، فإننا نواصل العمل مع المناجم الصناعية في بيرو.  

ما هو رد ‘ميتالور’ على النُقّاد - بمن فيهم حاكم ‘مادري دي ديوس’ - الذين يقولون بإن على الشركة أن تُساعد عمال المناجم في عملية إضفاء الطابع الرَسمي على عملهم، وربما دَعمَهم أيضاً في الحصول على التكنولوجيا التي تتجنب التلوث الناجم عن الزئبق، بدلاً من وَقف المُشتريات من البلاد؟   لقد شاركت ‘ميتالور’ بقوة في دعم عملية إضفاء الطابع الرسمي على قطاع تعدين الذهب الحرفي. فهذه هي الطريقة الأفضل لحصول عمال المناجم على سعر عادل لذهبهم وبالتالي تحسين ظروف عملهم عموماً، بما في ذلك تطبيق أفضل المُمارسات التي لا تلوث البيئة. مع ذلك، لا تستطيع ‘ميتالور’ تَحَمُّل هذه المسؤولية لوحدها. وكما ذكرتُ سابقاً، لاُبَّد من تضافر جهود جميع الأطراف المَعْنية.

ما هو حجم المعلومات التي تعرفونها عن مَصدَر الذهب الذي تحصلون عليه من الأطراف التي تشترون منها مباشرة؟ ما مدى شفافية مصادركم حول مصدر الذهب؟
انظر الرد أعلاه حول الوثائق المرافقة لكل شحنة.

هل سبق لكم وأن قطعتم علاقاتكم التجارية مع شركات تعدين لأنها ادَّعت إنتاج كمية أكبر من الذهب مما هو ممكن في الواقع؟ في حال حدوث ذلك، ماهي هذه الشركات؟

نحن نراقب حجم الواردات على أساس روتيني لتَجَنُّب حدوث حالات كالتي ذكرتها بالذات. نعم، لقد أوقفنا تعاملنا مع شركات تعدين بسبب إجراءات الإمتثال. نحن لا نفرط بِقيمنا من أجل صفقات تجارية.

هل سبق لـ ‘ميتالور’ وأن أعرَبَت عن مخاوفها للسلطات البيروفية بشأن مَصدَر الذهب؟ وهل خاطَبَت هذه السلطات بشأن التشريعات المُتراخية في تجارة شراء الذهب؟
نعم، لقد فعلنا ذلك عند المشاركة في عملية إضفاء الطابع الرسمي على قطاع التعدين، وعلى نحو منتظم منذ ذلك الوقت. لقد كانت جميع الردود التي تلقيناها مع مرور الوقت ومن مَختلف السلطات في بيرو (وزير المناجم، شركة Activos Mineros للإصلاح البيئي، المكتب السؤول عن إضفاء الطابع الرسمي لعمال التعدين، والرقابة الوطنية لإدارة الضرائب والجمارك [Sunat)]) مُطمئنة للغاية. لكننا مع ذلك نَشعر بخيبة أمل، حيث اتضح أن الإطار التنظيمي والإنفاذ ليس صارماً بما يكفي.

هل أنتم على إطلاع على أي تواطؤ بين كبار مُشتري الذهب في ‘مادري دي ديوس’، وما إذا كانوا قد يَجمَعون المُشتريات فيما بينهم؟
كلا. لا تصل ‘ميتالور’ أيَّ مواد من تلك المنطقة.  
إغلاق
ذهاب إلى الصفحة الأولى

ذهاب إلى الصفحة الأولى

ذهاب إلى الصفحة الأولى

ذهاب إلى الصفحة الأولى

Intro

ذهاب إلى الصفحة الأولى

Miner 1

ذهاب إلى الصفحة الأولى

Miner 3

ذهاب إلى الصفحة الأولى
اذهب إلى الأسفل للاستمرار Swipe to continue
حرك إصبعك للاستمرار